تسويق الأوقاف
تناقلت بعض وسائل الإعلام ما تم بعد كلمة وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ خلال اللقاء المفتوح معه في الملتقى الثاني لتنظيم الأوقاف الذي نظمته -مشكورة- للعام الثاني على التوالي لجنة الأوقاف في الغرفة التجارية الصناعية في الرياض حينما أكد أن الدولة لا تتدخل في الأوقاف الأهلية، حيث بادرت إحدى سيدات الأعمال بتبنيها وقفا خيريا قيمة أصوله 450 مليون ريال، وقالت خلال مداخلة لها في الملتقى: إنها حضرت من المنطقة الشرقية للإجابة على بعض الاستفسارات حول الوقف، وزاد اطمئنانها بعد سماع حديث وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ بأن الدولة لا تتدخل في الأوقاف الأهلية، وبالتالي جاء قرارها بإعلان هذا الوقف الضخم.
فهذا الجهد اليسير من الوزير نتج عنه هذا الخير الكبير ''قرابة نصف مليار'' فلعل وكالة الوزارة لشؤون الأوقاف تتبنى تسويق كلمة الوزير التطمينية في الملتقى وإيصالها على أوسع نطاق لعموم شرائح المجتمع عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فإن مثل هذا العمل الجليل اليسير الذي يعد جزءا من رسالة الوزارة سيسهم في تبديد الانطباع والتوجس المغلوط المنطبع في أذهان كثير من رجال الأعمال والموسرين حول تدخل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووضع يدها على الأوقاف الأهلية الخيرية، ما حال دون تبنيهم لتخصيص أوقاف خيرية يعود نفعها على المجتمع وتسهم في تخفيف الأعباء عن الدولة بالتكفل بفئات عريضة من الفقراء والمعوزين والعاطلين والمرضى وتبني نشر العلم والمعرفة والثقافة ومشاريع الدعوة إلى الله تعالى.
فالوقف الخيري يصنف على أنه القطاع الثالث بعد القطاعين الحكومي والخاص من حيث أهميته ودوره في نهضة وتطور المجتمع، فبقدر ما يحظى به من عناية واهتمام وتنمية ورعاية بقدر ما يزدهر المجتمع وينهض بجميع شرائحه فهو أحد أهم الموارد الاقتصادية إن أحسنَّا تسويقه وبيان عظيم أجره للواقفين.