القنوات التجارية تتصدر قائمة المتابعة لدى الأطفال السعوديين .. وتراجع «التعليمية»
نجحت القنوات التجارية في التربع على قائمة تصنيف القنوات التي تجذب الأطفال السعوديين في متابعتها، حيث هؤلاء الأطفال في متابعة القنوات التجارية والترفيهية بالدرجة الأولى، في الوقت الذي ما زال الإقبال ضئيلا على متابعة القنوات التعليمية والهادفة، وذلك بحسب دراسة حديثة شملت 260 سيدة سعودية من الأمهات في مدينة الرياض تحدثن عن ميول أطفالهن في متابعة القنوات الفضائية.
وبحسب دراسة ''العلاقة بين السلوك الاستهلاكي للطفل السعودي من 6 إلى 12 ومشاهدة قنوات الأطفال'' حصلت قناة mbc3 على أعلى متابعة من قبل الأطفال في السعودية بنسبة 47 في المائة، فيما جاءت بنسبة متقاربة كل من قناة سبيس تون وقناة المجد بواقع 33.6 في المائة و32.5 في المائة على التوالي في المرتبتين الثانية والثالثة، ثم بنسبة 26.9 في المائة يتابعون قناة طيور الجنة ونسبة 19.8 في المائة يتابعون قناة الجزيرة للأطفال ونسبة 10.8 في المائة يتابعون قناة أجيال، ووردت قنوات أخرى مثل براعم بنسبة 6.3 في المائة، وبنسب ضئيلة قنواتNetwork carton وسمسم وبسمة.
وقالت لـ ''الاقتصادية'' هدى بنت عبد المحسن السويلم باحثة في مجال الإعلام ومعدة الدراسة، إنه رغم ما تسعى إليه القنوات التعليمية الهادفة إلى الاهتمام ببرامج الأطفال وخصوصا البرامج التعليمية والتركيز على اللغة العربية الفصحى، إلا أنه جاء ترتيبها متأخرا عن العديد من القنوات، حيث تقدمت قناة mbc3 على الجميع، ومن خلال متابعتي لبرامج القناتين خلال ثلاثة أشهر وجدت أن محتواها يعتمد كثيرا على برامج وأفلام الكرتون الخيالية والعنيفة لذا يفضل الطفل في عمر 6-12 سنة هذه القنوات كونهم يميلون كثيرا إلى الخيال.
واعتبرت السويلم، أن قناة الجزيرة للأطفال التي انطلقت منذ عشرة أعوام لم تسجل إقبالا كبيرا لدى الطفل السعودي رغم أنها تعتبر فضاء رحبا للتخاطب والتحاور واكتشاف الآخر، عبر برامج تعليمية ترفيهية، مشيرة إلى أن القناة تقدم برامج متنوعة فيها المجلات التربوية والألعاب الترفيهية والرسوم المتحركة العالمية، كما أنها تقدم برامج حوارية مع الأطفال فريدة من نوعها في العالم العربي.
وأشارت إلى أن مضمون القناة يقوم على الجمع بين الترفيه والتربية، بحيث يجد الأطفال قناة تحاورهم ولا تخاطبهم فحسب، وتحرص القناة وفقاً لأهدافها على احترام حقهم في المعرفة والاطلاع على ما هو جاد يحترم عقولهم، مبينة أن برامجها باللغة العربية الفصحى؛ لتخاطب بها الأطفال العرب في داخل الوطن العربي وفي أوروبا، كما تمتلك القناة عدة مكاتب إقليمية في كل من: القاهرة، الرباط، عمان، بيروت، باريس، علاوة على مقرها الرئيس في المدينة التعليمية بالدوحة.
وأوضحت أن القناة 40 في المائة من البرامج في استديوهاتها، إضافة إلى عدد من البرامج التي تنتجها بعض الشركات حصرياً للقناة، مضيفة أنه من الصعب أن تلبي الجزيرة للأطفال احتياجات الفئة من 3 إلى 15 عاماً، مما استدعى إطلاق قناة براعم، وبالتالي فإن الجزيرة للأطفال أصبحت مخصصة للأعمار من 7 إلى 15 سنة.
ولفتت السويلم إلى أن 59 في المائة من الأمهات في السعودية يشاهدن أحياناً التلفزيون مع أطفالهن فيما هناك نسبة تقترب من ربع عينة الدراسة وتحديداً بنسبة 23.5 في المائة نادراً ما يشاهدن التلفزيون مع أطفالهن ونسبة 11.2 في المائة دائماً يشاركن أطفالهن المشاهدة. مؤكدة أن مشاهدة الأم التلفزيون مع طفلها مشاركة وجدانية ودعم نفسي وتربية سلوكية للطفل، فعندما تشاهد مع طفلها برنامجا تلفزيونيا لا بد أن تساعده على أن يتفاعل حسيا مع ما يشاهده وتحاول أن توضح له علاقة ما يشاهده مع الواقع الذي يعيشه وشرح جميع اللقطات الغامضة التي تكون مخالفة للدين الإسلامي وعادات المجتمع.
وتشير إحصائيات منظمة اليونسكو إلى أن الطفل العربي يمضي أمام شاشة التلفاز ألف ساعة سنوياً، أي أكثر مما يمضيه في قاعات الدراسة، بينما يبدأ معظم الأطفال الأمريكيين بمراقبة التلفاز وهم أبناء ثلاثة أشهر وعندما يحين موعد إنهاء تعليمهم الثانوي يكونون قد أمضوا أكثر من 22 ألف ساعة أمام شاشة التلفزيون بينما لم يقضوا إلا أقل من 12 ألف ساعة في الحضور إلى المدرسة.