كارينيو .. داهية وفاشل

العنوان أعلاه ليس من قبيل الكلمات المتقاطعة .. وليس من باب الأضداد في اللغة العربية، وإنما هو عنوان مركب لصفتين متناقضتين تناقض المشرق والمغرب، الصفة الأولى تم إطلاقها من ذلك الناقد أو المحلل أو مقدم البرنامج في فصل الشتاء القارس على كارينيو مدرب النصر، وما إن اكتسى الثلج سفوح مدرب النصر الذي قدم للكرة السعودية لوحة جمالية متناغمة وفاخرة أحس المتذوقون لروعة كرة القدم بدفئها حتى أعلنت روائح الصيف الهائجة التي لا تعترف بهذا الجمال الأخاذ من ذلك الناقد أو المحلل أو مقدم البرنامج سالف الذكر عن واقع نقدي متقلب لا يدوم على حال، ولا يمكن أن يستمر على مبدأ، أمسك بزمامه نقاد وإعلاميون ومقدمو برامج انتظروا خسارتين فقط بعد 36 انتصاراً لكارينيو مع النصر، ما بين بطولة وصدارة، ليبدأوا هجوم العاطفة المشوب بالميول والمرتكز على التشجيع بدءاً بالمختصر المتناقض على "تويتر".
أمثال هؤلاء المتلونين كثر في الوسط الإعلامي، والمشكلة أنهم يتصدرون المشهد النقدي والتحليلي في الصحف والقنوات وصفحات التواصل، وهم على استعداد كبير لأن يفقدوا مصداقيتهم ومهنيتهم أمام الرأي العام من أجل أن يقلبوا آراءهم رأساً على عقب متى ما شعروا بأن الفرصة سانحة، لكي يلعبوا على وتر الميول وكسب مزيد من المتابعين الذين تروق لهم مثل هذا التقلب.
لا يمكن أن أصادر رأي من يخطِّئ كارينيو في تغييراته أو تشكيلته في آخر مباراتين فهذا حق مشروع له، ويعد من أبجديات النقد والتحليل، لكنني أعترض وبكل أسف على آراء وتحليلات لا حل وسط عندها سوى أن الفاشل ناجح إذا فاز والناجح فاشل إذا خسر، من أجل تصفية حسابات أو تكريس ميول، ولم يتبق لأصحابها سوى تقديم طلباتهم لأنديتهم المفضلة من أجل استصدار بطاقات الانتماء إلى الأندية كخطوة تتجاوز حدود الموضوعية المطلوبة.
لقد أخطأ كارينيو، والأخطاء هي سمة كرة القدم، وحدود هذه الأخطاء ينبغي أن تكون في سياقها الطبيعي، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تقلل من كفاءة هذا المدرب القدير الذي يحسب له عودة النصر إلى مستوياته اللافتة ومكانه الطبيعي مع الكبار، وحتى لو خسر النصر الدوري فلن يغير كذلك شيئاً من قدرة هذا المدرب الكبير وعمله الرائع مع الفريق.
لكن السؤال الذي يكشف أمثال هؤلاء أكثر وأكثر:
ماذا لو فاز النصر بالدوري؟
بالتأكيد لن يساورني شك في أن أولئك المتلونين في آرائهم سيكونون المادة الأكثر سخرية في موسوعة المشجعين القياسية، ولا سيما بعد أن كان كارينيو في نظرهم "داهية" في أول الأمر و"فاشلاً" في أوسطه ثم يعود "كبيرا" في نهاية المطاف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي