الآثار .. أصوات مهمة
التعاطي مع الآثار، تكتنفه أحيانا صعوبات تتعلق بقضية الوعي، بأهمية الثروات التي تكتنزها الأرض. هذا الوعي يتم الرهان عليه، من أجل دعم جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في إبراز المشهد الآثاري والحضاري في المملكة.
إن الآثار تروي قصة بشر وحجر، وتشكل حضارات تجذرت منذ آلاف السنين. إن كل طبقة من طبقات الأرض، تفتح آفاقا تتعلق بقصة الإنسان والمكان. والتعامل الحصيف مع هذه المسألة، يفضي إلى تأكيد بدهية لا يمكن القفز عليها: إن الجزيرة العربية، كانت شريكا أساسيا في الفعل الحضاري الإنساني على مر السنين.
من هنا يمكن النظر إلى مشروع الملك عبد الله للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
ويكفي أن نستحضر قصة بناء الكعبة المشرفة، على يد سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام "في واد غير ذي زرع" ثم تحول هذا الوادي إلى محطة أولى، كان لها أثر وتأثير تنامى ليصل بعد نزول الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن أصبح هذا الوادي يصوغ قصة الحضارة الإسلامية التي امتدت بصماتها من قلب الجزيرة العربية لتصافح كل العالم.
ومن الجميل أن تتضافر جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في هذه المهمة النبيلة. وهذا الأمر تم تتويجه أخيرا من خلال اتفاقية التعاون بين الجهتين.
وكان رائعا ما ورد في كلمة الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الذي أكد أن "كل ما يتعلق بالإرث التاريخي والحضاري في الحرمين الشريفين من القطع الموجودة في المتاحف، أو لدى الأشخاص من الأهمية دراستها ونشرها والمحافظة عليها". وقال أيضا "تنمية السياحة وحماية التراث الوطني مسؤولية وطنية يجب على مؤسسات الدولة المساهمة فيها لأهميتها في تعزيز اقتصاد المملكة وحفظ تراثها وتاريخها وإبرازه للأجيال".
تصريحات الشيخ السديس فيما يخص الآثار، وقبله الشيخ سليمان المنيع والشيخ عبدالله المطلق والشيخ صالح المغامسي وسواهم أساس مهم، يستشرف واقعا جديدا للآثار والمواقع التاريخية الإسلامية ضمن مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري.