رسالة الخطأ

  • Notice: unserialize(): Error at offset 8 of 9 bytes in variable_initialize() (line 1202 of /var/www/html/includes/bootstrap.inc).
  • Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


امرأة من بلادي..."رفيقة الأطفال التوحديين"

[email protected]

اهتمت هذه المواطنة الإنسانة بالأطفال المصابين بإعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. الإعاقة تنتج عن اضطراب في الجهاز العصبي يؤثر في وظائف المخ... إنه مرض التوحد. التوحد هو أحد الاضطرابات النمائية المعقدة التي تصيب الأطفال وتعوق تواصلهم الاجتماعي واللفظي وغير اللفظي واللعب التخيلي الإبداعي، ويكون ذلك خلال السنوات الثلاث الأولى حيث تظهر أعراض الاضطراب واضحة خلال الثلاثين شهراً الأولى ويبدأ الطفل في تطوير سلوكيات "شاذة" وأنماط متكررة ويبدأ في الانطواء على الذات.
باختصار، تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي.
في عام 1993 أنشأت الجمعية الفيصلية النسوية في جدة أول فصل للأطفال التوحديين ضم أربع حالات توحد وعملت الجمعية الفيصلية على تدريب وتأهيل خمس معلمات للتعامل مع الأطفال التوحديين. ثم تم إنشاء مركز خيري للتوحد في جدة وهو أول مركز للتوحد في المنطقة الغربية يقدم الخدمات الأكاديمية والتأهيلية والعلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي لأطفال التوحد...هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى الرعاية النفسية وزرع الثقة بالنفس قبل الرعاية الطبية والفسيولوجية. اليوم تُقَدَر حالات التوحد في المملكة العربية السعودية حسب الإحصائيات غير الرسمية بنحو 30 ألف حالة وأعتقد أن العدد أكبر من ذلك.
اهتمت هذه المواطنة بما تعانيه مراكز التوحد من ضغط في قوائم انتظار الأطفال التوحديين وعدم قدرتها على الاستيعاب وعدم قدرة المراكز على إلحاقهم بالفترة العمرية الأولى لعدم وجود مواقع شاغرة. كان لا بد لها أن تتفاعل مع ما تعانيه مراكز التوحد من عدم وعي أسرة الطفل التوحدي، وانتقدت لسنوات نقص الوسائل والمعدات والأجهزة اللازمة لبرنامج العلاج التربوي للطفل التوحدي وتأخر تشخيص حالة الطفل التوحدي. عندما تساءلت هذه المواطنة عن أسباب نقص الكوادر البشرية المؤهلة وعن عدم وجود الإحصائيات الدقيقة للمصابين بالتوحد هي في الحقيقة تلفت أنظارنا إلى مشكلة إدارية أخرى وهي عدم وجود مركز معلومات مركزي في المملكة ونقص الإمكانات المادية نظرا لحداثة برامج التوحد ونقص المختصين في هذا المجال في ذاك الوقت.
خدمات التوحد هي مسؤولية المستشفيات والعيادات وعيادات الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، ولا أعتقد أنها تقوم بواجبها على أكمل وجه. الأمر لا يتوقف هنا بل يتطلب تقديم الخدمات التعليمية والتأهيلية من قبل المراكز المتخصصة. إعلامياً، نُشِرِت عدة مقالات عن الأطفال التوحديين ومن ضمنها ما كتبه الزميل عبد الوهاب الفايز وغيره من الكتاب. كذلك كان لا بد من أن يكون للتوحد قاعدة معلومات إحصائية وذلك لتقدير الخدمات المستقبلية للتوحديين في المملكة العربية السعودية فتبنت الجمعية السعودية الخيرية للتوحد هذه المسؤولية.
طالبت الإنسانة المواطنة وبإصرار بتكثيف البرامج التوعوية كما طالبت وزارة التربية والتعليم بتخصيص مواد تندرج تحت المنهج المدرسي عن أنواع الإعاقات وتحديد يوم خاص بالتوحد، ونادت بتشكيل هيئات تتولى تأهيل الأسر بمستوياتها كافة وتعميم إنشاء أقسام التربية الخاصة في كل الجامعات في المملكة. ليس هذا فحسب بل طالبت أيضاً بالعمل على زيادة اهتمام الجهات الحكومية بهذا الشأن وأهمية افتتاح مزيد من المراكز والاهتمام بتوفير فرص عمل للتوحديين والمساعدة في تفعيل دور الجمعية السعودية للتوحد بتقديم المعلومات اللازمة لها للقيام بدورها في خدمة قضية التوحد في المملكة.

إنها الإنسانة فهدة بنت سعود بن عبد العزيز رئيسة لجنة التوحد...رفيقة الأطفال التوحديين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي