المغسل.. هل حمته إيران؟

لا نعرف وطنا سواه ولا نعرف أرضا غيرها، ومهما اختلفنا حزبيا أو مناطقيا تبق أرضنا ويبق وطننا، ولا يمكن أن نتخلى أو نتقاعس في الذود عنه، لأننا عندما نحميه فنحن نحمي أنفسنا في المقام الأول ونذود عن تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا أيضا.
وعندما يخون أحدنا تلك الأرض الطاهرة بأي دافع كان سواء حزبيا أو طائفيا أو تحت إغراء المال، فهو لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل عائلته أو طائفته أو منطقته، هو أمر شاذ لا يمكن تمريره على من ينتمي إليهم.
عندما تخون وطنك فيد العدالة ستطولك، ولو حالفك الحظ بعضا من الزمن فستضيق بك الوسيعة وستجد نفسك ملاحقا في كل وقت وفي كل مكان، ولن يحميك من جنَّدك لمصلحته، ولن يثق بك ولن تكون لديه في منزلة عالية مهما قدمت له لأنه يحتقرك ويتقزز منك، فلا أحد يمكن له الوثوق بـ "خائن" ولن يكون له أي احترام أو تقدير.
من هؤلاء الخونة الإرهابي أحمد المغسل أحد أبرز المطلوبين في قضية تفجير الخبر التي وقعت في عام 1996، ماذا جنى المغسل من فعلته..؟ هرب وهام على وجهه 20 عاما منبوذا من وطنه وممن جيَّشه.. هل حمته عصابة طهران؟ وهل منحته "حصانة" يمكن من خلالها الإفلات من يد العدالة؟
تم القبض عليه في عملية نوعية للأجهزة الأمنية وهاهو معتقل ذليل، ولم يفلت من يد العدالة ولم تحمه العصابة التي استخدمته وجندته.. هذا الخائن عبرة لم تسوِّل له نفسه خيانة بلده، ورسالة لضعاف النفوس تحذرهم وتنبههم أن لا ملاذ آمنا للمرء إلا وطنه، ولن يهنأ له العيش كريما معززا إلا على أرضه.
في السعودية ــ ولله الحمد والمنة ــ وبسواعد رجال الأمن البواسل وأجهزة الاستخبارات، لا يمكن أن تقيد أي جريمة ضد "مجهول"، ولا يمكن أن يكون المجرم طليقا مهما طال به الزمن، وستلاحقه يد العدالة في أي مكان، وستضيق به المعمورة بما وسعت، وسيجد نفسه في قفص الاتهام ذليلا مدحورا.
المغسل ما هو إلا "أنموذج" لمجرمين وخونة باعوا مبادئهم، وتجردوا من قيمهم، وخانوا أوطانهم وأهلهم، ولم ينفعهم من استخدمهم وضحوا من أجله.. ها هو يقبض عليه في بيروت ومن وسط قوى أمنية تابعة لإيران.. هل حموه؟ بالتأكيد لا.. بل رموه وتخلوا عنه بعد أن أصبح "كرتا" محروقا لا فائدة منه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي