الكفاءة والجودة في مطاراتنا
تحرير صناعة النقل الجوي في العالم لم يقتصر على شركات الخطوط الجوية، بل امتد ليشمل المطارات ليكون لها هي الأخرى تصنيف للجودة والكفاءة. وأصبحت مجموعة من المطارات في العالم معايير بحد ذاتها يتم الرجوع إليها عند بناء مطارات جديدة أو تطوير مطارات قائمة، فالزائر لمطارات مثل هونج ـ كونج الدولي وشانجي سنغافورة يدرك الهيئة الجديدة للمطارات وكيف ابتعدت عن المطارات التقليدية. كما نجحت مطارات عربية في الوصول إلى العالمية في المعايير كمطار دبي الدولي الذي ينتظر نهاية السنة ليحتفل بإنجاز الوصول إلى 30 مليون مسافر في السنة مع الرقي بالخدمة وفخامة المنشآت. حجم المطارات لا يعيقها من التنافس والوصول إلى معايير عالمية من الجودة والكفاءة، فعلى سبيل المثال مطار شرم الشيخ في مصر مثال على المطارات الصغيرة ذات الربحية والكفاءة، حيث يتعامل وبجودة عالية مع ضعف حجم المسافرين العابرين إلى مطار الملك فهد الدولي في المنطقة الشرقية، على الرغم من الفارق الكبير بين الاثنين في حجم وتكلفة المنشآت.
مطار شرم الشيخ مثال لمزج الجودة في الإنشاءات مع التكلفة الاقتصادية المتدنية، وهذا يطابق الرؤية المستقبلية لما يسمى بالمطارات الرخيصة أسوة بالخطوط الجوية الرخيصة أو الاقتصادية، كما يسميها البعض.
لدينا منهجية متبعة منذ زمن طويل في إدارة مطاراتنا تتمثل في قيام متعاقد التشغيل والصيانة بأغلب الأعمال، فبعد خبرة تلك السنين الطويلة وكوننا الدولة العربية الأولى في عدد المطارات، هل لدينا إحصاءات عن كفاءة المطارات من واقع النسبة بين العوائد والنفقات؟ وهل أدخلنا عوامل الجودة النوعية والإبداع في بنود عقود تلك الشركات التي تتناوب من وقت إلى آخر تشغيل المطارات؟ فالمنهجية المتبعة من هيئة الطيران المدني تشمل أغلب أعمال المطارات كنظافة، صيانة الصالات، تجديد الأنظمة والمعدات، وتأمين المواد المستهلكة. هناك تفاوت في الجودة بين مطاراتنا يسهل للمسافر العادي التعرف عليه، ليس فقط من حال دورات المياه ولوحات عرض الرحلات التي تعود لسبعينيات القرن الماضي. تطبيق الجودة النوعية في العقود المستقبلية للمطارات وإدخال بنود جديدة لأعمال التطوير والأخذ بالمتغيرات الجديدة مبادرة مهمة، خاصة أن تلك العقود تنفذ على دورات طويلة تصل إلى ثلاث سنوات لكل عقد.