( ........... !!)
ترددت كثيرا في اختيار عنوان لهذا المقال فقد تعددت العناوين و التي تراوحت بين (وسيطة عقارية) و (سعوديات وعقارات) والعقار النسائي وذلك تشبها بالشعر النسائي!!
ولكنني تأكدت أن بقاء المقال بلا عنوان هو أفضل عنوان، الاستعانة بعلامات التعجب التي تعكس تعجبي من التقرير الذي لفت نظري قبل أيام أعدته وقدمته واحدة من أشهر القنوات الفضائية يطرح سؤالا على مجموعة من أصحاب المكاتب العقارية باعتبارهم شريحة تمثل هذا السوق العظيم!!!
كان السؤال المطروح في البرنامج يدور حول دخول العنصر النسائي مجال التسويق العقاري وكانت صيغة السؤال (تؤيد أم لا تؤيد) وانقسم المشاركون إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى: يعتقدون أن السوق العقاري حكر على الرجال فقط!!!
الفئة الثانية: لا يتصورون دخول النساء هذا المجال على اعتبار أنه عمل رجالي وكلمة عقاري مذكرة!!!
الفئة الثالثة: وهي القلة ممن يؤيدون دخولها وعملها في هذا المجال.
وأعتقد أن هذه الفئات التي استهدفها البرنامج لا تعكس آراء الأغلبية من العاملين المحترفين والمخضرمين في هذا المجال فعديد من الشركات الكبيرة تدعم عمل المرأة فيها لما فيه من تقديم خدمات خاصة ومريحة للراغبات في الشراء أو التعامل في العقارات خصوصا إذا علمنا أن نسبة الاستثمارات النسائية في المملكة تبلغ نحو 21 في المائة من حجم الاستثمار الكلي للقطاع الخاص كما أن عدد السجلات التجارية الخاصة بنساء أعمال تبلغ قرابة 43 ألف سجل بما يعادل 20 في المائة من إجمالي السجلات الصادرة في المملكة كما أن بعض الإحصاءات توضح أن 15 ألف شركة في المملكة مملوكة لنساء.
ومما سبق تتأكد أهمية احترام وجود نساء عاملات في هذا المجال وفي غيره من المجالات المختلفة التي تخدم غيرها من النساء فعمل المرأة في السعودية سيتخطى العقبات وسيصل إلى مجالات جديدة تقتحمها المرأة السعودية بكل قوة وقد نجدها قريبا تعمل في مجال المقاولات والبناء والإشراف المباشر عليها وهذا ليس عيبا و إنما هو عمل شريف له معنى فالمهندسة التي تقدم خدماتها لصاحبة المنزل بشكل مباشر ستلاقي استحسانا وراحة في التعامل معها بشكل أفضل من التعامل مع رجل قد لا تتفق معه النساء في اختياراته.
يجب علينا النظر إلى عمل المرأة كعمل الند للند دون تمييز فهي تعمل لبناء نفسها وبناء مجتمعها وهن داعمات ومساندات ومكملات لعمل الرجل، فتقبل عمل المرأة في المجالات المتنوعة إنما هو دليل على الوعي والفهم لاحتياجات النساء اللاتي يشكلن نصف المجتمع.
"المرأة التي تهز المهد بيمينها تهز العالم بيسارها"، (ويليم شكسبير).