أزمة البدلاء !
تمر الكرة السعودية حاليا بمرحلة عجز غريبة في تأمين اللاعب البديل الذي يغطي خانة زميله الغائب لأسباب فنية أو لعقوبة الإيقاف، وإن لم يكن بمستواه نفسه، فعلى أقل تقدير يسد بعض مهامه ويجعل غيابه غير مؤثر في فريقه.
ولو عدنا للأحداث الأخيرة لوجدنا الكل يرجع خسارته إلى غياب لاعب فقط أو اثنين وكأن الفريق الذي جددت عقود لاعبيه واستقطبت أجانبه بعشرات الملايين يقف عاجزا عن سد ثغرة غياب لاعب واحد فقط.
على صعيد المنتخبات عندما (تجرعنا) مرارة الهزيمة أمام كوريا الجنوبية أكد مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر أن غياب ياسر القحطاني ترك فراغا كبيرا لا يعوض، كما أن بعض الجماهير الرياضية اتفق على أن الخسارة منطقية لغياب لاعب أو اثنين مهمين من التشكيلة.
وفي نادي النصر الذي خسر لقاء الذهاب الخليجي أمام الأهلي، أكد مسؤولوه أن غياب سعد الحارثي كان سببا رئيسا للخسارة، وفي الهلال تحدثت الإدارة واللاعبون والجماهير مرارا وتكرارا، بأن غياب الليبي طارق التائب بعد تعليق مشاركته من الاتحاد الدولي "فيفا" ترك فراغا كبيرا لم تجد معه المعسكرات الأوروبية وعشرات الملايين التي أنفقت على التعاقد مع ويلي في تعويض غيابه، وكأن الهلال دونه لا يستطيع التقدم خطوة واحدة للأمام، ومع عودته اختلف الوضع تماما وعاد الأداء الهلالي للتألق من جديد.
في الشباب صرح رئيسه خالد البلطان بأن غياب عبده عطيف كان سببا في الهزيمة الأخيرة أمام الهلال.
وعلى صعيد المنتخبات السعودية تم إقصاء الناشئين والشباب من نهائيات آسيا بخسائر (مؤلمة)، وسمعنا الكل يحمل النقص وغياب لاعب أو اثنين، وأن ذلك السبب في الخروج المرير.
ما أود قوله هو أن النقص لا شك يضعف الفريق متى كان في خط كامل كثلاثة لاعبين أساسيين مثلا في مركز الدفاع، أما ما يحدث في أنديتنا ومنتخباتنا من كون لاعب واحد فقط يؤثر سلبا في نتائج حاسمة، فهذا ما لا يقبل بتاتا ويجعلنا فعلا نعاني (أزمة) حقيقية ستلقي بظلالها على مشاركاتنا الخارجية على صعيد الأندية والمنتخبات متى استسلمنا لها.
وحتى على صعيد أندية الدرجتين الأولى والثانية تكررت هذه (الأسطوانة) كثيرا، وكأن الفريق لاعب واحد متى غاب ضاعت معه الأحلام وتبخرت الطموحات واضمحلت الهمم.
أخشى أن يكون العامل النفسي له دور كبير في ذلك وهنا تكون اللائمة (إدارية) أكثر منها فنية، وهنا تغيب الأدوار الفاعلة في التهيئة ومنح (الثقة) والعمل الجاد والتأكيد على أن الفريق ليس لاعبا أو اثنين، لكنه مجموعة يكمل بعضها الآخر.
لا ننسى أن السبب الرئيس أيضا في الاعتماد على أسماء معينة في الأندية يعود إلى حقيقتين أولاهما رئاسة النادي الوقتية ورغبة الرئيس في حصد أكبر قدر ممكن من البطولات بأسرع وقت ليغادر محملا بالورد وتاركا النادي (يئن) بعده.
وثانيا ضعف القاعدة في الأندية وتهميشها إلى أن جف نبعها بعد أن كانت المعين الذي لا ينضب من المواهب الكروية، وما نادي الشباب ببعيد عن ذلك.