برقية الهلال والنصر لجماهير الوطن !
في العشر الفضيلة من شهر ذي الحجة (يتعاظم) العمل الصالح، وتتوق النفس إلى الصفاء وتكفير الذنوب والخلاص من الرواسب والآفات التي ورثت الحقد والكراهية.
على صعيد الرياضة عاشت كرتنا في الفترة الأخيرة إخفاقا كبيرا في التعامل مع الفوز والخسارة، وتجنت أطراف عدة على اتحاد القدم، المسؤولين، الحكام، وحتى اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية, وتعرض الكثير للإساءة سواء كان جانيا أو حتى مجنيا عليه، وكلاهما لا يستحقان ذلك, فالإسلام دين التسامح والمحبة والمعاملة الحسنة التي تعيد المخطئ لصوابه.
الرياضة ليست في حقيقتها فوزا أو خسارة إنما هي تهذيب و(غذاء) للجسد والروح وفرصة للتنافس الشريف، ولم تنفق الدولة ـ رعاها الله ـ مبالغ طائلة في دعم الأندية وإنشائها الملاعب الرياضية الضخمة إلا لإيمانها بدورها الكبير في (الارتقاء) بسلوك الفرد والمجتمع على حد سواء.
كثيرة هي الأخطاء في عالم المستديرة على مختلف المنافسات محلية أو عالمية, وهذا أمر وارد وطبيعي جدا لا يمكن أن يختلف عليه عاقل، الأهم من ذلك الوعي بأنه مهما طالت الألسن واشتد (الصراخ) فلن تتغير النتائج ولن نصل إلى حلول تسهم في اجتثاث الخطأ وعلاجه.
أنوه كثيرا بمثالية جماهير عملاقي العاصمة الهلال والنصر بعد أن رفعت جماهيرهما شعارات تدعو للنجمين ياسر القحطاني وسعد الحارثي بالشفاء العاجل بعد إصابتهما، وهي مشاعر متبادلة (تتخطى) بكثير كرة القدم إلى مستوى النهوض بالنفس البشرية إلى أسمى درجات الحب والإخاء ومجابهة كل عائق يكدر هذه الأحاسيس أو يثنيها عن توجهها.
جماهير الفريقين أبرقت عاجلا لجميع الجماهير السعودية في مختلف أرجاء البلد الغالي وبمختلف الميول والأهواء برسالة تؤكد أننا وطن واحد تجمعه روابط (الدين) الأقوى من أي ميول أو ناد، وأن الرياضة لم تفرق يوما، بقدر ما هي مكان وزمان يجمع الشتات ويحقق التآلف بين الجميع.
(لنتعاهد ) يوما ولعلي أراه مناسبا قبل ختام العشر بأن لا نشوه أي جماليات بزغ نجمها هذا العام في وسطنا الرياضي الذي بدا مختلفا تماما عن السنوات الماضية في مسماه وقوته ونهوضه و اقتحامه للخصخصة بخطى واثقة بعد أن تحقق للكثير من الأندية عقود استثمارية ضخمة جدا، ستكون فعالة في النهوض بالكرة السعودية.
لا أنسى أن أعرج أخيرا على دور الأندية في تفعيل الندوات والمحاضرات التوعوية بأسس التشجيع ودور الرياضي داخل الملعب وخارجه، فمبادرات الجماهير الفردية في أمس الحاجة إلى من يشد بأزرها وينير طريقها، ولست أرى خيارا أجدى من الأندية.
* قال حكيم:
* ندمت على كلام قلته كثيرا.. لكنني لم أندم على كلام لم أقله قط.