مَن يضبط مَن؟

لم تسلم لجنة الانضباط هي الأخرى من تسلط الأندية ومنسوبيها، وطالها ما طال التحكيم واللجان الأخرى من التهكم والتشكيك في اتخاذ القرار، وطبعا ما دام الحبل على الغارب فإن القادم سيكون أمر وأدهى.
إدارة الشباب أعلنت أن لجنة الانضباط ظلمت لاعبها ناصر الشمراني لإيقافه مباراتين نظير ما صدر منه من تصرفات بعد لقاء النادي الأهلي الأخير ولم تكتف بذلك، بل تظلمت بخطاب رسمي إلى الرئيس العام احتجاجا على القرار، ووزعت للصحف صورا ترى أنها دليل براءة اللاعب، فيما أكد نابت السرحاني رئيس اللجنة في اليوم التالي أن القرار سليم.
ومع الأسف الشديد أننا ما زلنا نفتقر إلى اللتعامل مع الأحداث ومع منظومة العمل الاحترافية الناجحة، فاللجنة أقرت واعتمدت من الهرم الرياضي الأمير سلطان بن فهد ومنحت الثقة كاملة باتخاذ ما تراه مناسبا، وهي إنما انبثقت من مطالبات الأندية نفسها في حفظ حقوقها ولاعبيها بوجود لجنة تتخذ العقوبات ضد المخطئين، ومع ذلك فتح المجال على مصراعيه لنقدها والتشكيك في قراراتها، وطلب تراجعها عن عقوباتها، وهنا لاح لنا كثير من السلبيات التي نحن في غنى عنها.
اللجنة المغلوبة على أمرها حتى اليوم، واجهت نقدا كبيرا عند التأخر في إصدار القرارات وهنا (أتفق) مع معشر الناقدين، وانتقدت الآن وهي تصدر العقوبات الفورية بعد كل لقاء وهذا هو الأسلم لوأد الاجتهادات.
أنا ضد أي نقد موجه للعاملين في لجنة الانضباط فهم أهل للثقة والنزاهة، كما أنهم يعملون تحت مظلة لوائح وأنظمة، ومن غير المعقول أن أي لجنة تشكل تنتقد وتطالب بتغيير القرار، ولم يتبقى سوى أن نطالب كل لجنة بوجود لجنة أخرى ترصد قراراتها، وهنا لن ينتهي الجدل ولن تقتلع جذور المشكلة أبدا.
السؤال المحير فعلا هو من يضبط من؟
لجنة الانضباط أم رؤساء الأندية، إذا كانت الانتقادات هذه المرة خارجة من رئيس ناد، فثقوا تماما بأن (العدوى) ستنتقل إلى اللاعبين، ومن ثم الإداريين فالإعلام، وحتى تصل إلى الجماهير التي لا تنظر سوى بمنظار العشق الأعمى، وقد نراها تهاجم أعضاء اللجنة وتسيء إليهم حتى لو التقتهم مصادفة في الشارع، وهنا تفقد اللجنة هيبتها، وتتحول إلى مجرد مسمى لا أكثر ولا أقل.
التدخل العاجل بات مطلبا مهما لحماية اللجان، وتركها تعمل بثقة ودون أن تواجه أي ضغوط، ولعلي أرى أن تقييمها يصدر من الجهة التي كلفتها بالعمل كل نهاية موسم، وهنا يصنع القرار بشكل صحيح دون افتعال أي إثارة ومن أي جهة كانت، ودون المساس بعمل الآخرين واجتهادهم.
قال أحد السلف" إذا ذكرتني ادع لي، وإذا ذكرتك دعوت لك، فإن لم نلتق، فكأنما قد التقينا!!
فذلك أروع لقاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي