فقراء الملاعب (1 من 2) !!

أتذكر جيدا قبل أعوام وأنا في صالة التسجيل في جامعة الملك سعود أقدم أوراق قبولي، عندما تنبهت لمن أمسك كتفي وطالبني بالاصطفاف بشكل نظامي، وعندما التفت فوجئت أن من أرشدني لاتباع النظام هو اللاعب صالح النجراني النجم الذي لا يشق له غبار في زمنه مع ناديه الرياض، انتابني الذهول وسألته ألم تعرفني؟ قال لا، قلت أنا من أجرى معك حواراً صحافيا سابقا، ترى ما الذي أوصلك للعمل براتب لا يتجاوز ألفي ريال، طأطأ رأسه قبل أن يتركني أمارس تسللي اللا نظامي مرة أخرى بقوله" هاجمت الرئيس"، فطردوني وانتهى مستقبلي الرياضي.
ترى كم أشباه النجراني في زمننا الآن، أعتقد أنهم كثر ممن ضحوا بأعمالهم ومستقبلهم للحاق بسراب الكرة الذي وجدوه يوما يتضاءل شيئا فشيئا إلى أن اضمحل.
كلنا يتذكر الأزمة القاسية التي يعانيها نجوم الماضي أمثال مصطفى إدريس، مضحي الدوسري، وقبلهم من النصر هداف الفريق التاريخي محمد سعد العبدلي الذي أدخل السجن لعدة أشهر بسبب مبلغ مادي لا يتجاوز 80 ألف ريال، وظل أبناؤه في رحلة بائسة مع إدارة ناديه وبعض الداعمين للرياضة لإنقاذه من وضعه دون جدوى، إلى أن تدخل الأمير سلطان بن فهد وسدد المبلغ وإلا فقد يكون حتى هذه اللحظة خلف القضبان.
أيضا المدافع الدولي السابق عبد الله سليمان، نجم نادي الهلال عادل عبد الرحيم، ولا ننسى أيضا دموع النجم عملاق الدفاع السعودي في العصر الذهبي صالح النعيمة وهو يصرح علانية أنه لا يملك حتى سيارة رغم تاريخه الرياضي.
أنا متأكد أننا لو بحثنا لوجدنا العشرات من اللاعبين وحتى الإداريين خدموا أنديتهم ومنتخباتهم ورياضتهم، ومع ذلك لم يشفع لهم ما قدموه بأن يكافؤوا بما يؤمن لهم ولأبنائهم لقمة عيش هانئة فيما تبقى لهم من عمر، وقد يكون حالهم الحاضر قد أوصلهم إلى مرحلة تحت (خط الفقر)، إلا أن أسماءهم المعروفة وتاريخهم يمنعانهم التصريح بذلك، وأنا على يقين بأن أسماء ضحايا الكرة لو وزعت لأصبنا جميعا (بصدمة).
إن ما يعمق مأساتهم الحقيقية هو ما يشاهدونه اليوم من صفقات تبرم بعشرات الملايين للاعبين قد لا يصلون إلى نصف مستوى نجوم الأمس "فقراء اليوم".
أكتفي هنا بالنزر اليسير من (آهات) نجوم الأمس، على أن أتحدث غدا عن دور الإعلام في معالجة هذه القضية، وكذا مطالبة النجم الذهبي نواف التمياط عبر هذه الصفحة تحديدا في حديث خاص بضرورة إحداث لجنة تعنى بشؤون اللاعبين القدامى والحاضرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي