ما بين النصر والهلال..!
بين إدارة الهلال والنصر فرق شاسع في التعامل مع الأحداث، تلك التي لا تتصل بالجانب الفني بقدر ما هي إدارية بحتة، وقد كشفت الأحداث الأخيرة (فشل) النصراويين في هذا الجانب، بدلائل كثيرة أبرزها بقاء النجم الأبرز في النادي سعد الحارثي أكثر من شهر دون سفره للعلاج في الخارج بعد إصابته في الرباط الصليبي.
الخلل الكبير الذي تعانيه إدارة الأصفر جعلها تتعامل مع النجم الدولي الأكثر شهرة وفاعلية مع الفريق، أقل مما تعامل به الإدارة الهلالية لاعبيها في درجتي الشباب والناشئين.
ياسر القحطاني لم تمر على اكتشاف إصابته سوى ساعات فقط، بعدها أعلن الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس الهلال تكفل النادي بعلاجه على يد أمهر أطباء العالم في ألمانيا، وكذا اللاعب الشاب عبد العزيز الدوسري، وأنهت الإدارة كل إجراءات الحجوزات، المغادرة، الاستقبال، والتنسيق مع الطبيب المعالج والمستشفى في زمن قياسي وباحترافية عالية.
ويظل الحارثي حتى كتابة المقال ينتظر مصير علاجه، والغريب أنه سيغادر إلى لندن وليس إلى ألمانيا البلد الأكثر جودة في علاج هذه الحالات.
مشكلات النصر الحقيقية (إداريا) تجلت مبكرا هذا الموسم، بدءا بتعطيل سفر بعض اللاعبين للعلاج بعذر (ضياع جوازاتهم)، ومرورا بهروب رزاق، وعدم احتفاظ الإدارة بجواز سفره، وأخيرا وليس آخرا مع (أمرها) وهو تجاهل مشاعر نجم النادي الأوحد وعدم تعجيل إجراءات سفره.
نخطئ عندما نلقي بالمسؤولية كاملة على الأجهزة الفنية في إخفاقاتنا وفي التأثير سلبا في نجومية اللاعبين، فالتعامل الإداري أشد وأنكى.
لن أصل إلى قلب سعد الحارثي لأستشف مابه تجاه ناديه، لكني يقينا لو كنت مكانه لأصبت (بالإحباط) وخيبة الأمل، وحتى من هم دونه في المستوى والنجومية، سيتحسرون على أوضاعهم المستقبلية والاهتمام بمطالبهم، والقدرة على حلها.
النصر ورجاله كانوا الأكثر أحاديثا إعلامية وظهورا مقروءا ومرئيا عن بقية نظرائهم في الأندية الأخرى، ومع ذلك كان العمل مقلا فيما يتعلق بالأمور الإدارية، ولن أتغلغل فنيا فلست ممن يختص بهذا الشأن.
* أن تنجح في الأهم .. وتخفق بعد ذلك في الأسهل.. فتلك سقطة!
ولست أدري كيف سمحت شخصية بحجم عادل عصام الدين لمحاور هش أن يدير اللقاء الذي استضافت فيه القناة الرياضية أخيرا شخصية بحجم فيصل العبد الهادي الأمين العام لاتحاد الكرة، الذي يعيش في الفترة الماضية عصر (رخاء) بعد أن دفع الحكام ضحية تفرغ الجميع لأخطائهم.
رغم ذلك فإن استجابته لدعوة الحوار يجب أن تقابل بمحاور بارع، فلا تزال هناك الكثير من الأمور المهمة التي نحتاج فعلا لمعرفتها، بصراحة لم أمكث سوى بضع دقائق استفزتني فيها ضعف الأسئلة ورداءة الإجابة، والمداخلات، فأدرت وجهي لغاليتي (أم غلا) وطلبت منها إنقاذنا بقناة أخرى، ولو حتى تعنى بالأطفال، فتذكر الماضي في منتهى الروعة.