غسلوهم.. !

عبد الرحمن الزيد تاريخ كبير وسجل ناصع، أوصل الحكم السعودي إلى العالمية، قيم نجاحه من هم أكفأ منا ومن جميع المنتسبين إلى عالم التحكيم من الخليج إلى المحيط، رجل علم ومرب فاضل تخرج من مدرسته النوابغ، أسندت إليه مسؤولية أن يكون نائبا لرئيس لجنة الحكام، عمل بجهد وعرق، طمست معه كل الإيجابيات، وترك وحيدا يصارع الأمرين ( التجريح، وعدم حفظ حقوقه وحمايته من المتطاولين).
أناشد كل رياضي مخلص أن ينصفه، فهو أنموذج للقسوة والتطاول الذي تعرض له وجميع حكامنا إلى درجة ( الغسل) الكامل من كثير من الجهلة.
الزيد باختصار دخل اللجنة (بتاريخ) وخرج (مجردا) من كل انجازاته ونجاحاته المحلية والعالمية، وكأن هذا الرجل هو سبب ويلات التحكيم ومشكلاته.
الأكيد أن مع أمن العقوبة أساء الأدب، لذلك استمر مسلسل الاتهامات يطارد الزيد، وكأنه الوصي على كل حكم، والمسؤول الأول والأخير عن أخطائهم.
قرار الاستقالة في مجمله لا يصب في صالح الكرة السعودية، ولا التحكيم الذي يبدو أنه أصبح معضلة العصر الأولى لنا.
كل البناء والجهود، (توارت) أمام المقدرة على تحصينه وحمايته.
الزيد مثله مثل جميع البشر يخطئ ويصيب، ولا أنكر أنه يتصف بالعناد في النقاش ويصر على موقفه، وقد يكون مخطئا بكثرة الظهور الإعلامي خاصة في الأسبوع الذي سبق إعلانه الاستقالة، فهناك رئيس اللجنة ..( أين هو من المواجهة ؟)
نعترف بأن إعلامنا مؤثر جدا إلى درجة المساهمة في صنع القرار (وإن كان سلبا)، كما لا نخلي الأقلام والألسن فيه من مغبة التعصب و(اكتساح) الألوان، وهنا كان يفترض أن يقنن الزيد ظهوره وأحاديثه، ويترك فرصة أكبر ليتحدث عمله، أو ليخرج غيره ويبرر، ولو من الحكام أنفسهم.
طبيعي ألا نطالب الحكام بمستويات تضاهي الأجانب، فدوليينا هواة يكابدون هموم العمل اليومي، والتمارين، والسفر، والضغوط النفسية من جهات كثيرة، وحتى من نفسه عندما يكتشف أنه أخطأ في اتخاذ قرار تسبب في حرمان فريق الفوز، فهو إنسان بمشاعر وأحاسيس، وقبلها يعيش في مجتمع إسلامي ينبذ الظلم وبخس الآخرين حقوقهم.
كان ينتظر منا جميعا التكريم، حلان لا ثالث لهما.. عندما ينصب مسؤول فهو بالتأكيد يحظى بالثقة، فإما أن تتم حمايته وصد أي هجوم ضده، وإما الاعتراف بفداحة أخطائه وإبعاده.

* قال الإمام أحمد: "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل".
* التغافل هو التغاضي وعدم التركيز على الأخطاء والزلات الصغيرة، تكرما وترفعا عن سفاسف الأمور، وترفقا بالآخرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي