خليجي عمان ( تاريخية) !
ساعات وتنطلق منافسات كأس الخليج الـ(19) لكرة القدم في العاصمة العمانية مسقط، تلك البطولة التي مذ عرفت نفسي وهي مليئة بالإثارة والتحدي، ولعل أغلب فئات وأعمار المجتمع تتابع مبارياتها بحماس لا يوصف، وسنرى في هذه الدورة ما يفوق غيرها خاصة أن توقيتها يعد ملائما، ولا توجد هناك اختبارات للطلبة.
أكاد أراهن أن خليجي عمان سيكون الأقوى على مستوى تاريخ البطولات السابقة، فجميع المنتخبات مستعدة بشكل قوي، وأغلبها يملك حظوظا قوية في التأهل لكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، أمثال منتخبات السعودية، قطر، الإمارات، حتى البحرين لا يزال لها أمل في المنافسة على بطاقة التأهل.
وعندما نتحدث عن منتخب عمان 2009 فهو منتخب مختلف تماما عن السنوات الماضية، نجوم ومواهب كروية تفوق الوصف، ومدرب عالمي،
ونتائج كبيرة حققها أخيرا، وكسب مباراته بجدارة أمام منتخب الأكوادور ضمن نهائي البطولة الودية الدولية التي نظمها تأهبا لهذه الدورة.
أيضا لا نقلل من قيمة منتخب العراق (بطل آسيا)، الند العنيد الذي يعشق التحدي وانتزاع الألقاب، وهو يحمل أسماء كبيرة تمتاز بالانسجام والجماعية، كما أن منتخب الكويت هو الآخر صاحب صولات وجولات في هذه المنافسة، حتى إن كانت إمكاناته الفنية ضعيفة، إلا أنه يظهر مغايرا وبشكل مختلف تماما على النطاق الخليجي.
وبكل تأكيد، فإن الأخضر السعودي بعاملي الخبرة والموهبة سيسعى بجدارة إلى تسجيل حضور مشرف له قبل مواصلة مشواره في منافسات التأهل نحو كأس العالم، وبالتأكيد أن هذه البطولة تمثل محكا حقيقيا لقدرات الوطني ناصر الجوهر في توظيف اللاعبين.
باختصار جميع المنتخبات متكافئة وفرصتها كبيرة لنيل اللقب، وسيكون التنافس على أشده إثارة ومتعة طاغية، ولا نستثني سوى المنتخب اليمني الذي لا يزال في حاجة من اتحاده لدعم القطاع الكروي بما يجعله ينافس في مشاركاته الخارجية.
كأس الخليج فرصة سانحة واختبار حقيقي للمنتخبات وقدرتها على التعامل مع محاور مهمة فنية ونفسية في عالم كرة القدم.
وعلى مستوى منتخبنا الوطني، فإن البطولة جاءت ونحن في أمس الحاجة للقاءات من النوع الثقيل تكشف الوجه الحقيقي للاعبينا، تكشف أخطاءهم، ومدى انسجامهم مع بعضهم بعضا.
دورة الخليج رغم ما يصاحبها من جدل طويل حول استمرارية وجودها، أو إيقافها بعد أن رأى البعض أنها قد حققت أهدافها، هي في حقيقتها تقدم فرصة عظيمة كتنافس كروي من العيار الثقيل، وإعداد لما هوى أقوى على صعيد البطولات، وفرصة لاكتشاف المواهب، وتأصيل الاحتراف بين أندية الخليج عن طريق استقطاب لاعبين بعقود احترافية ملائمة جدا نظرا لتقارب المجتمع والمناخ.
ورغم هذا وذاك هي فرصة أخرى للتآلف والالتقاء وتعميق روابط الأخوة بين دول الخليج، مسئولين، لاعبين، جماهير، وإعلاميين.