المحسوبين على ( صحافتنا)..!
مسقط تلك المدينة الحالمة الهادئة، زرتها قبل نحو تسع سنوات موفدا لتغطية تصفيات كأس آسيا للشباب، أتذكرها جيدا، أينما حللت أجد من أهلها كرم الضيافة، وجود الأخلاق، لا أنسى طعم الحلوى الطازجة التي نتذوقها كل يوم في ضيافة الإعلامي ناصر درويش، كما لا أنسى اللحظات الجميلة على مناطق الجبل ذات الهواء العليل، وأحاديث أحمد الجهضمي ذات الطابع الفكاهي اللذيذ.
اليوم مسقط مليئة بالضجيج والصخب الإعلامي المرافق لاستضافة كأس الخليج الحالية، الكل يرصد الحدث، يسعى لجمع المعلومة واقتحام حصانة الأسوار لتسجيل تميز إعلامي غير مسبوق.
أتذكر من بطولات الخليج أيضا ( خليجي 15)، وكيف كان جميع الإعلاميين من دول الخليج منبهرون من كون الصحافيين السعوديين الذين يغطون الحدث الأبرز والأقوى الذي يتطلب طاقات إعلامية هائلة، أغلبهم من صغار السن قد لا يتخطى أحدهم الثانية والعشرين و(أنا أحدهم)، إضافة لكون الأغلبية الساحقة هم سعوديون، ونادرا ما يوجد صحافي من غير البلد يعمل محررا ميدانيا في صحافتنا وأنا لا (أعيب) ذلك البتة، فهناك كفاءات غير سعودية تطورنا من خلالها.
شيء جميل مبهر ومشرف أن نكون هكذا، بيد أن ما يحدث حاليا في العاصمة العمانية من بعض (المحسوبين) على الصحافة السعودية غير مقبول، فالقنوات الفضائية استغلت ضعف خبرتهم، وضحالة قدرتهم على التعامل مع الأحداث، ورصدت أحدهم، وهو ينتقد مسئولا عمانيا رفيع المستوى من اللجنة المنظمة لكأس الخليج الحالية، وأخذ يتهجم عليه رافعا صوته بأنه السبب وراء منعهم من أداء مهمتهم.
أسوأ ما في ذلك أن المسئول أمامه والمايكروفون يتنقل بينهما في صورة أشبه ما يقال عنها أنها ( مخجلة).
أتفق أن من حق المسئولين والمنظمين حجب الإعلاميين وبحثهم عن ( المشكلات) أحيانا عن مقر الوفود، لراحة اللاعبين ومنحهم فرصة للالتقاء بزملاء من منتخبات أخرى بعيدا عن ( صخب) الإعلام، وقد يكون المنع في أصله مشروطا من قبل مسئولي هذه المنتخبات، وهنا تكون اللجنة المنظمة ( مأمورة).
نحن قريبون كثيرا من الأحداث الخليجية، ونعي تماما أهمية أن يكون الإعلامي المشارك في التغطية على قدر كبير من الوعي والمهنية، و(التشريف).
أعود لأؤكد أن صحافتنا الرياضية كانت ولا تزال مشرفة وقادرة على التعامل باحترافية مع الأحداث، كما تملك من القوة والقدرة على التأثير وصنع القرار الكثير، وساهمت بقوة في علاج الكثير من (الأزمات) والسلبيات الرياضية محليا وإقليميا.
* صيام يوم عاشوراء فرصة عظيمة يجب أن يستثمرها كل مسلم، عسى المولى، عز وجل، أن يتقبل منا ويكفر عنا خطايا عام كامل، ويعيننا على طاعته في عام جديد بدأ نقيا كصفحة بيضاء.