المحسوبون على صحافتنا (2 من 2)
بداية غير مقنعة لخليجي 19 في مسقط، التي جمعت منتخبي عمان المستضيف بالكويت، والعراق مع البحرين، وأرى شخصيا أنها صحية في كرة القدم، وفي نظام المجموعات بالذات، كما أن ذلك مؤشر قوي لتصاعد المستوى في اللقاءات المقبلة، وفي مراحل الحسم.
أعود للحديث عن أهم الإيجابيات المكتسبة من دورات الخليج، وأهمية استثمارها جيدا، ومنها اكتساب الخبرة الإعلامية في التعامل مع الأحداث، ولعل ما شاهدناه أخيرا، وليس جديدا في مثل هذه المنافسة من تراشق إعلامي لا يخدم الصالح العام، وأنا كسعودي عاشق لبلدي لا يعنيني سوى صحافتنا السعودية التي للأسف انساق البعض من المنتسبين لها خلف إحداث البلبلة والبحث عن الخبر والحوار ( بالقوة) في أماكن محظورة من قبل اللجنة المنظمة طبقا للتعليمات وما تراه في الصالح العام.
ما تعلمته من خلال حضوري لدورات مكثفة في المجال الإعلامي، أن
(الإثارة) محظورة في عالم الصحافة، بينما المسموح به كعامل جذب وتسويق هو( التشويق) كمفهوم صائب في نقل الخبر والتعامل معه.
من تجاربي السابقة أكاد أجزم أن صناعة الموضوع وقدرته على الجذب والمتابعة لأكبر قدر ممكن من القراء تعتمد على جوانب أخرى قد تكون إنسانية أو حتى معلوماتية، بعيدة كل البعد عن الإثارة والتجريح، أو
(التفضيح) إن جاز لي التعبير.
هنا تنجح الصحافة كرسالة سامية في إرضاء الجمهور، وكذا علاج القضايا، وتناول الأحداث بما يخدم ويعزز الحضور ويشرف البلد.
وبصراحة سئمنا من الصورة التي رسمت عن صحافتنا، حتى من مجتمعنا وأقرب الناس لنا، بوصفها تثير المشاكل، ومن منا لم يسمع عند حضوره في المجالس عبارة (اسكتوا جاءكم صحافي).
وسواء كانت العبارة مزحة أو حتى قناعة، فالمهم أننا في حاجة ماسة إلى رسم واقع مضيء لإعلامنا بجميع شرائحه، ومجابهة ما يمس سمو المهنة في حاضرها ومستقبلها، لمن سينضم لمهنة المتاعب، وملاحقة الخبر.
وعن مجالنا الرياضي، فأنا لا أخلي الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في "الإعلام والنشر" من مسئولية التأهيل وإلحاق الإعلاميين بدورات احترافية تتصل بالمهنة، وإن لزم الأمر يتم ربط اتفاقياتنا مع الاتحادات الرياضية العالمية بالصحافة أيضا، ويبعث ولو لإطلاع لفترة قصيرة جدا عددا من الإعلاميين، تتابعا للاستفادة من التقدم الإعلامي العالمي.
* كثيرون هم الذين نلتقي بهم.. قليلون هم الذين يحتكرون الجلوس على ناصية القلب.. حبا، واحتراما، وتقديرا!
وإن فرقتنا عنهم الدروب، فإنهم سيظلون هنا في بقعة من الروح
لا يطؤها النسيان.. أبدا !!