اقتنصها.. بن همام !!

الحياة فرص عابرة، تحتاج لمن يقنصها ويتعامل معها جيدا، ومحمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أحد أولئك القناصة البارعين في عصرهم، فقد وجد الفرصة سانحة للخروج من مأزق السقوط التحكيمي الآسيوي خاصة في لقاءات المنتخب السعودي الأخيرة ضمن التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2010، باستقالة عبد الرحمن الزيد نائب رئيس لجنة الحكام السعودية من منصبه بقوله اسألوه: "لماذا ابتعد، ومن هاجمه"!
ابن همام كأنه يريد أن يقول إذا لم يسلم حكامكم منكم فكيف بنا !
وبصراحة متناهية نحن (نستحق) ذلك وأكثر، فنحن فتحنا الباب على مصراعيه لكل من يحاول الاصطياد في الماء العكر، هاجمنا حكامنا، أفقدناهم الثقة، اتهمناهم، ولست أدري، هل ستبتعد هذه المغالطات مع ابتعاد الزيد.
كنت وما زلت أؤكد أننا نراقب من الخليج إلى المحيط، في تصرفاتنا التي تحاكي واقعنا، وتعبر عن سلوكنا، وقد تصل بعد ذلك لأنظار العالم، واستشعارنا بذلك يفترض أن يزيدنا (وعيا)، وإدراكا بالتعامل مع أخطاءنا ومشاكلنا.

* نعترف جميعا بأن منتخبنا أمام قطر في أولى مبارياته في خليجي (19) لم يكن مقنعا،اجتهادات غير منظمة، استسلام للرقابة، قطع كرات، ضعف بناء هجمة، ومع ذلك نختلف تماما عن قطر الذي قد يكون تفوق علينا في كثير من أحداث شوطي المباراة، ويبدو أنه قدم كل ما لديه، بينما أخضرنا لم يقدم ما يستحق الذكر، ويتبقى لديه الكثير والكثير الذي سيتجلى في اللقاءات المقبلة.
سعود كريري كان الأسوأ..ياسر القحطاني استسلم للرقابة.. وعبده عطيف لا يزال بعيدا عن مستواه!!
*أيضا بزغت حاجتنا الماسة جدا لخبرة عملاق الحراسة محمد الدعيع، والظهير القيادي الصلب حسين عبد الغني، ناهيك عن دورهما النفسي الفعال الذي يمثل سلاحا قويا في مثل هذه الدورات.. !!

* أجدني أتوق كثيرا للتطرق إلى أهم المكتسبات التي تفرزها دورات الخليج، ولعلي أركز هذه المرة على أهمية (تفعيل) احتراف لاعبي الخليج فيما بين أنديتهم، وكذا أهمية استثمار تواجد زخم كبير من الفنيين وأصحاب الكلمة الرياضية في بلدانهم في تسويق اللاعبين، ولو عن طريق ذكرهم، أو حتى توزيع أشرطة حديثة مسجلة لهم تظهر موهبتهم الكروية.
احتراف لاعبينا في الخليج فرصة ممتازة خاصة لكثير من النجوم الذين حبستهم دكة الاحتياط، أو تعنت المدربين، وهنا متى نجحنا في
( تسويقهم) بإمكاناتهم المدفونة، فإن ذلك يعني تحقيق نجاح ساحق في إعادة (صناعة) المواهب، وكذا تأمين مستقبلهم بعقود احترافية ممتازة، بدلا من تركهم حتى تتوارى أسمؤهم، ولا يكاد يذكرهم أحد، والشواهد كثيرة، وربما يحققون نتائج كبيرة ومستويات رائعة تكون طريقهم لارتداء شعار المنتخب.
ولا ننسى أن البيئة الخليجية ملائمة جدا لاحتراف اللاعب السعودي في الإمارات، أو قطر، أو العكس، نظرا لتقارب العادات الاجتماعية والبيئة المناخية، وكذا عدم التباعد الاجتماعي والأسري بين اللاعب وذويه.

* خاتمة:
* قال مبدع: بالأمس كنا وما يخشى تفرقنا..!
واليوم نحن.. ولا يرجى تلاقينا !!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي