وخالد لا تخلونه

أعتقد أنها كلمة تم استخدامها بعد سماعها من أحد كبار السن وقد أتحفني بذكر قصة تقديمه على منحة أرض وقد قدم باسمه، وأثناء التقديم فكر بالتقديم لأولاده الستة أيضا ثم بعد انتهائهم من استكمال الأوراق الرسمية تذكر ابنه السابع من زوجته الأولى ونادى بصوت عال (وخالد ..خالد لا تخلونه ) يقصد التقديم له أيضا وقد كانت طرفة تداولها المراجعون عند سماعهم لها ثم ذكر لي أن المنح تم تسلمها والحمد لله بعد سنين من الانتظار وكان الهدف منها بيع جميع القطع لتأمين مبلغ لشراء منزل للأسرة جميعها ولكن للأسف بعد تسلم الأراضي كانت أسعار العقارات مرتفعة جدا وقيمة الأراضي مجتمعة لا تبني منزلا وعاد أبو خالد وأولاده إلى الصفر إلا أنهم اتخذوا من أراضيهم المتفرقة مكانا للترفيه وتناول طعام الغداء (مكشات) فقط.
وقد ذكر أنه قد قدم على صندوق التنمية العقاري للحصول على مبلغ البدء ببناء المنزل إلا أنه لم يحصل على القرض ولو حصل عليه فلن يكفي لبناء منزل له ولأسرته الكبيرة فما كان منه إلا أن استسلم ولو بشكل مؤقت وذلك رغبة منه في الاستفادة من أي قرار من القرارات التي صدرت لتحسين الوضع العقاري وتمكين المواطن من الحصول على مسكن فبعد إقرار هيئة الإسكان لم ير أي إجراء أو مشروع يخدمه على أرض الواقع ثم تم مناقشة نظام الرهن العقاري إلا أنه لم يعرف هل سيعيش كي يتمكن من الاستفادة من الأنظمة والقرارات التي نوقشت وما زالت تناقش, ولو أقرت فهي باقية بلا حراك يذكر وبلا أي نشاط يدل على عمل هذه الجهات ولو انه عاش هل سيتمكن من الاستمتاع بهذا المنزل مع أسرته الكبيرة أم لا...!!!؟ وقد كان لتساؤلاته معنى كبير لأنه لم يتمكن من الحصول على منزل كاف له ولأسرته ولم يتمكن من الاستمتاع (بالملك) ولم ير شكل المنزل الذي طالما حلم هو وأولاده به منذ زواجه قبل خمسين عاما.
لكن الحلم ما زال مستمرا أن ينعم أولاده بمسكن يحقق حلم أبيهم لهم, وأماني عديد من الأسر.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي