قدرة المطارات الحديثة على دعم خطوطها
على الرغم من انتشار الخطوط الجوية الاقتصادية في مختلف مناطق العالم، إلا أن الخطوط الجوية التقليدية الفاخرة لم تتأثر بل أرست دعائمها وطورت خدماتها, خاصة توفير وسائل مبتكرة في عالم الأعمال والترفيه لراكبيها. النقل الجوي منذ بداياته الأولى كان موجها للنخب الغنية القادرة على شراء تذاكر الطائرات الغالية في ذلك الوقت. واليوم تمثل مبيعات الدرجات الفاخرة, كدرجة الأعمال, أكثر من عوائد الدرجة الاقتصادية, ما أدى إلى تطوير جودتها لتنمية عوائدها, وما المقاعد السريرية المزودة بأنظمة الترفيه والإنترنت إلا نتاج هذا التطوير. ومع بدء تطبيق سياسة الأجواء المفتوحة ورفع بعض القيود التشريعية في حرية نقل الركاب بمنهجية الترانزيت، تحولت مجموعة من الخطوط الجوية إلى ناقل من كل القارات وإلى كل القارات كـ "طيران الإمارات", الخطوط البريطانية, وخطوط سنغافورة مستفيدة من موقعها الجغرافي كدول متوسطة بين قارات ذات اقتصادات قوية. في العام الماضي تزامن تدشين المبنى الخامس الخاص بالخطوط البريطانية في قاعدتها مطار هيثرو مع افتتاح المبنى الثالث الخاص بـ "طيران الإمارات" في مطار دبي الدولي. المطارات الجديدة مجهزة بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الحديثة بدءا بتسريع إجراءات المسافرين من خلال أجهزة الخدمة الذاتية إلى توفير صالات عبارة عن فنادق فاخرة مجهزة بوسائل الراحة كالمطاعم والنوادي الصحية وغرف الاجتماعات ومراكز الأعمال وصالات الرياضة والترفيه والأسواق الحرة. حتى إن بعضا من المسافرين عبر المطارات الجديدة وعبر استفتاء للرأي تمنوا تأخير رحلاتهم لينعموا أكثر بتلك الخدمات الفاخرة. قبل عشر سنوات وفرت شركة خطوط جوية مصدرا كهربائيا في مقاعد درجة رجال الأعمال والدرجة الأولى لأجهزة الحاسب المحمول, فكانت النتيجة زيادة ملحوظة في المبيعات، واليوم تمثل خدمة الإنترنت على سبيل المثال عاملا مؤثرا لدى كثير من المسافرين في اختيار شركة الخطوط كون كثيرا من أعمال الشركات الحديثة يعتمد على التواصل عبر البريد الإلكتروني وتبادل الوثائق إلكترونيا. المطارات الحديثة ستكون المحرك القادم لتسويق الخطوط من خلال التحالف الخفي بين شركات الخطوط الجوية وبين مطارها أو مطاراتها التي تمنحها مزايا خاصة. تطوير المطارات السعودية يجب أن يبدأ من حيث انتهى الآخرون, بل ترك مساحات كبيرة لما يستجد إن أردنا المنافسة والمحافظة على أسواقنا.