قنوات الأندية.. مشكلة جديدة!
يوما بعد آخر، تلوح لنا مشكلة جديدة، فما أن ننتهي من واحدة حتى تظهر أخرى نحن في غنى عنها، ولعل توجه الأندية السعودية الأخير في استحداث قنوات خاصة بها، يفرز لنا كثيرا من السلبيات التي أهمها أن منسوبي الأندية ولاعبيها وأجهزتهم الفنية والإدارية (المحظور عنهم) مسموح لهم في (قنواتهم)، وهنا اتجه الهدف في مجمله إلى تأجيج الردود على التصاريح، كل في قناته على حدة، ولسان حالهم يقول:" قناتي وبحلالي من حقي أن أقول ما أشاء فيها".
لسنا هنا ضد تأسيس قنوات رياضية للأندية، أسوة بما يعمل به في أندية العالم، التي تختلف عنا في أغراضها، ناهيك عن حاجتهم الماسة لها في ظل تواجد عشرات الملايين من عشاق النادي الواحد، وبالتالي لابد من قناة خاصة تهتم باللاعبين وتبرز أخبار النادي أولا بأول، بينما نحن نؤسس قنواتنا بأهداف أتمنى ألا تتجاوز نطاق التسويق.
بحثت شخصيا عن أسباب مقنعة تجعل نادي الشباب يطلق قناته الفضائية، فلم أجد؟!
هدر بدني ونفسي ومالي وشحذ طاقات بشرية، في الوقت الذي تحتاج فيه الأندية والجماهير إلى عمل مثمر، يجعل قنوات الحياد والإعلام هي ما يبحث عن ناديهم!
ما يؤكد اللا احترافية في تأسيس قنوات أنديتنا، هو انتقاء من يعمل بها بأولويات وشروط أهمها أن يكون المذيع لقناة الزعيم مثلا هلاليا، والعالمي نصراويا،وهلم جرا.. !!
وعندما تتقدم كفاءة إعلامية مهنية في التقديم أو الإعداد فإنها ترفض حتما ما لم يسبق الميول الموهبة.
ولم نعد نستغرب الحكم على مذيعي قنوات الأندية بميولهم قطعا، لدرجة أن بعض الجماهير وصفت أحد مذيعي القناة الرياضية السعودية سابقا، والمذيع في قناة (..) بأنه انكشف على حقيقته، بقوله:" ولو كنت أعلم أنه يشجع ذلك الفريق، لما تابعت برامجه".!
على الطرف الآخر أحيي فكرة "جوال الأندية" الفكرة التي انطلقت ونجحت لبساطتها وعدم حاجتها إلى جهود كبيرة وطاقات، كما أنها تنقل الخبر بسرعة، ولا مجال فيها للمهاترات، أو التطاول والتعدي على الآخرين، كما هي سهلة وميسرة في الفضائيات.
أنا لا أحكم على قنوات الأندية بأنها لا تقدم المفيد بتاتا، بيد أنني لا أستبعد أن تأتي سلبية واحدة، (فتمحي) كل العمل الجيد، كما أن وجود رقابة على قنوات الأندية سيسهم في تسخير طاقاتها لإيجابية النقد، ومتابعة الحدث، ومن حق المشجع أن يحظى بقناة لناديه المفضل، يستعيد معها ذكريات ناديه الجميلة وحاضره المشرق، شرط ألا تحوله إلى مشجع متعصب.