صناع العطلات الداخلية

شيئا فشيئا - وإن كان بطيئا مقارنة بما نملك من رساميل وموارد بشرية وطبيعية - نرى تطور الحركة السياحية الداخلية في المملكة. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه السياحة الداخلية من قبل السياحة الخارجية، إلا أن السياحة الداخلية قادرة على الحصول على جزء ليس بالهين من كعكة الإنفاق السنوي السعودي على السياحة. كما أن ثقافة السياحة تطورت كثيرا لدى الأسر السعودية من واقع المشاهدات وسلوك السائح السعودي في الوجهات المختلفة. فكثير من الأسر السعودية أصبحت الآن تختار العطلات الشاملة بعد أخذ عامل (المردود مقابل المال) ولهذا رأينا النجاح الباهر الذي حققته ماليزيا في السنوات الخمس الماضية كوجهة أولى للعائلة السعودية وحتى الخليجية التي ترتبط معنا بالعادات والتقاليد. فعامل (المردود مقابل المال) عال في السياحة الماليزية الغنية بأوجه مختلفة كالطبيعة والترفيه والتسوق والثقافة وغيرها من عوامل الجذب السياحي. جهاز صناعة السياحة الماليزية وصناع العطلات هناك لهم دور مميز في الوصول إلى جودة عالية لمنتج السياحة وما توظيفهم للطلاب العرب الدارسين في جامعاتهم كمرشدين وأدلاء مؤقتين في الصيف، إلا دليل على شمولية وجودة صناعة السياحة لديهم. الاستثمار في السياحة الداخلية يحتاج الآن إلى فعالية سنوية تعقد مناوبة بين المناطق ومن خلالها تتكامل جهود الجهات التنفيذية والتشريعية والاستثمارية لكسر الحواجز التي أدت إلى هجرة المشاريع السياحية إلى الخارج وتكون فرصة لمراجعة المشاريع المتعثرة وسبب تعثرها. على سبيل المثال، منذ سنوات تم الإعلان عن مشروع (فجر) السياحي الضخم في منطقة عسير والذي يتميز بتكامل مرافقه، فلا أموال المساهمين رجعت ولم ينجز من المشروع سوى سياج وأطلال معدات الإنشاء. مثل هذه المشاريع المتعثرة تسهم الفعالية السنوية في التقليل من حدوثها مرة أخرى وتؤدي إلى بيئة استثمارية شفافة تقوي من عامل الثقة بين المساهم والشركات الاستثمارية السياحية. أصبحت السنة لدينا تتضمن عدة عطلات صغيرة ولكنها مجتمعة لا تقل عن العطلة الصيفية. تلك العطلات الصغيرة متعطشة إلى صناع عطلات داخلية قادرين على توفير حزم متكاملة لأجازات مبرمجة الفعاليات. مثال آخر، لدينا الآن ثلاث شركات طيران للنقل الداخلي ولم نر حزم شاملة للعطلات الداخلية من تلك الشركات التي هي الآن في أمس الحاجة إلى زيادة مبيعاتها وإشغال طائراتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي