جائزة خادم الحرمين للترجمة.. انطلاقة لمركز عربي

تعكس جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة الرؤية الثاقبة للملك المفدى لما يخص الاستثمار في الموارد البشرية وفي العقل البشري العربي وتسخيره لخدمة مجتمعه وأمته. والمتابع لمراحل تكوين هذه الجائزة وانطلاقها يشهد أنها تعمل بالفعل لتحقيق رسالتها المتمثلة في الدعوة إلى مد جسور التواصل الثقافي بين الشعوب وتفعيل الاتصال المعرفي بين الحضارات والاستفادة من المعارف والعلوم المتوافرة بلغات أخرى، وكذلك الدعوة إلى التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم، وإلى التقريب بين الشعوب.
والكل يعي أهمية الترجمة للمجتمعات والأفراد, ومما يؤسف أن عالمنا العربي يشهد ضعفاً ظاهراً واهتماماً متواضعاً بالترجمة, ومن حين إلى آخر يلحظ جموع المثقفين والمعنيين من العرب بالترجمة أن حركة الترجمة في المجتمعات العربية في تراجع ملحوظ على الرغم من بعض الجهود الفردية والمؤسساتية في هذا المجال المعرفي المهم, والأمل في دعم حركة الترجمة عربياً معقود في جهود المخلصين من مؤسسات وأفراد, ونشهد بين فينة وأخرى شيئا من هذه الجهود الواجب تقديرها, وفي طليعتها جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة, وهي الجائزة التي سيكون لها الأثر البالغ والبين في دعم الترجمة, وحققت في دورتين من أعمالها ما يُسعد المهتمين ويبعث الأمل ويؤسس لعمل احترافي يحتاج إليه الوطن والفرد العربي, وهذه الجائزة ـ بإذن الله ـ نطمع أن تكون انطلاقة لإطلاق مركز عربي للترجمة, يعين العرب على التحاور مع الآخرين وتبادل المعارف والثقافات معهم وأخذ ما لديهم من علوم تدعم الفرد العربي ومؤسساته العلمية وبرعاية واهتمام ودعم من ملك الإنسانية وفي مملكة الإنسانية.
ونحن في جامعة الملك سعود, نشعر بالزهو والابتهاج مع كل تقدير من مؤسسات مجتمعنا وأفراده لما تشهده الجامعة من حراك معرفي في جميع العلوم والمعارف, وصار هذا التقدير علامة فارقة في مسيرة جامعتنا الأم لتكون بذلك بحق، وكما يرغب مسؤولو الجامعة وفي مقدمتهم مدير الجامعة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان جامعةً للوطن.. فبالأمس القريب حظي أساتذة في جامعة الملك سعود على أعلى أوسمة تقديرية من الدولة وآخرون نالوا جوائز عالمية مرموقة, واليوم نحتفل بحصول مركز الترجمة في جامعة الملك سعود على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها الثانية في فرع جهود المؤسسات والهيئات, وحصول أستاذين من الجامعة هما الدكتور بندر ناصر العتيبي والدكتورة هنية محمود أحمد مرزا على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في دورتها الثانية في فرع العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية.
إن التقدير الذي تحظى به جامعة الملك سعود من قبل ولاة الأمر ـ حفظهم الله ـ ومؤسسات المجتمع وأفراده والمكانة التي تتبوأها الجامعة اليوم, يزيد من إصرار مسؤوليها وجميع منسوبيها لمضاعفة العمل لتحقيق الريادة وأخذ موقع متميز في مصاف الجامعات العالمية, لمواصلة عملها الجاد في خدمة الوطن والمواطن وتحقيق رؤى وتطلعات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي