وما أدراك ما البرماوية!

لعلك سمعت عن البرماوية.. هم جالية استوطنت في المملكة منذ ما يقارب 52 عاما.. بيوتهم فوق سفوح الجبال قرب الحرم، مما أدى إلى ظهور الأحياء العشوائية التي تشوه الوجه الحضاري "لمكة المكرمة" عملوا في أعمال مختلفة بأجور زهيدة.. ومنهم من امتهن التسول وارتكاب الجرائم والأعمال غير الأخلاقية .. وهكذا تكاثروا وتضاعفوا حتى بلغ عددهم 150 ألف شخص.. وهم في تزايد مستمر.
فريق بحثي من معهد خادم الحرمين الشريفين للأبحاث التابع لجامعة "أم القرى" قام بدراسة أوضاع الجالية البرماوية "في مكة المكرمة" بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي ومركز أبحاث مكافحة الجريمة في وزارة الداخلية.. والحقيقة أنها مشكلة تحتاج لهذا التعاون المكثف لإيجاد الحلول المناسبة لهذه الجالية التي أخذت تستشري في جسد المجتمع السعودي عبر سنوات وسنوات.
الدكتور "محمد بن علي الشريف" رئيس قسم الدراسات الإعلامية في المعهد.. أكد أن ظاهرة انتشارهم في تزايد مستمر وأن أعدادهم تقدر بمئات الألوف، وهي ظاهرة قديمة بدأت قبل عام 1370هـ، مشيرا إلى أن بعض هؤلاء لديهم إقامات نظامية غير أن مشكلتهم أن إقامتهم بجوازات ليست برماوية وبعضهم لديه بطاقات بيضاء, وهي بطاقات ليس لها آلية نظامية وغير صالحة للاستمرار .. والبعض الآخر من دون أية هوية واستيطانهم غير شرعي .. ناهيك عن التأثير الثقافي السلبي لهؤلاء المستوطنين من خلال ما يحملونه من عادات وتقاليد تختلف عما يحمله الشعب السعودي.
وقد أوضح "الدكتور الشريف" أن الدراسة تهدف إلى تصحيح أوضاع هؤلاء البرماويين للحد من استيطانهم بترحيل وإعادة المخالف منهم إلى بلدهم الأصلي .. وتشغيلهم .. وتقليل أعدادهم في المناطق المزدحمة في "مكة". ويكفي أن تعلم أنه يوجد في العاصمة المقدسة 43 قطاعا عشوائيا قرب المنطقة المركزية تسكن فيها الجالية البرماوية في خمسة قطاعات "قطاع كدي – قطاع النكاسة – قطاع جرول – قطاع الرصيفة – قطاع الأحياء المتفرقة".
ويوجد فيها 17538 مسكنا تتكون من دور ودورين .. المشكلة قديمة وعويصة وتحتاج إلى وقفة حادة وحاسمة لحلها.. وإن لم ينجح المسؤولون في حلها الآن فلن تحل أبداً..!!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي