إدارة المشاريع وصناعة السينما (2)
لكي يتسنى لفيلم سينمائي تحقيق نجاح كاسح، فإنه لا بد من وضع خطة فيلم ناجحة. ويمكن تنفيذ خطط الأفلام بنجاح كبير من خلال معالجة القضايا الأساسية التي يتوقف عليها تنفيذ المشروع على المستويين الداخلي والخارجي.
ويعزى نجاح صناعة السينما في جانب كبير منه إلى طاقم الممثلين، الأمر الذي يزيد حساسية هذه المسألة، خاصة أن معظم الممثلين سيكونون مرتبطين بالعمل في أكثر من فيلم واحد في الوقت ذاته وفي مواقع تصوير مختلفة. ومعلوم أنه ما لم يكن الممثلون حاضرين جميعهم، فإن التصوير سيتوقف، مما يوجب اعتماد خطة عمل مفصلة وبسيطة وعالية الكفاءة لضمان معالجة القضايا المتعلقة بتوظيف الكوادر اللازمة. وتتضمن خطة التوظيف تفصيل الأدوار والمسؤوليات لفريق المشروع، والإجراءات المتبعة في عملية التوظيف، وتدابير الطرد وإنهاء الخدمة، وتعويضات نهاية الخدمة، والوكلاء الذين سيتم التنسيق معهم ومدة كل وظيفة.
وتمثل صناعة السينما دراما قائمة في حد ذاتها، إذ يتعين اختبار خطة المشروع باستخدام الافتراضات التي يضعها فريق إنتاج الفيلم لتقدير المخاطر التي قد تؤثر في عملية الإنتاج. وهذا سيتطلب تقييم إمكانية حدوث أي من المخاطر المحتملة والتي يمكن أن تعيق تحقيق أهداف المشروع. وقد تنجم المخاطر عن أسباب مختلفة، إما لها علاقة مباشرة بمتطلبات الفيلم أو بمسائل أخرى مرتبطة بأسباب خارجية أو بإدارة مشروع الفيلم.
ويجري تصنيف المخاطر بحسب أولوية كل منها وتطبيق الحل المناسب وفقاً لدرجة الحرج. وعلى سبيل المثال، يجب إعطاء أولوية قصوى لمعالجة المخاطر بالغة الحرج قبل الموافقة على الخطة ووضعها قيد التنفيذ. ويمكن أن تتم معالجة المخاطر إما عن طريق تفادي أسبابها أو تخفيف النتائج السلبية لبعضها وتحويل البعض الآخر عبر التعهيد أو شراء التأمين. وأما المخاطر الأقل حرجاً، فيمكن تحملها في العادة.
وتساعد هذه الإجراءات مدير المشروع على تحديد نطاق العمل المطلوب تعهيده وتحديد نوع العقود الواجب توقيعها مع مزودي تلك الخدمات. وبالنسبة للمخاطر التي يتم أخذها في الاعتبار، يحتاج مدير المشروع إلى وضع خطط طوارئ وتخصيص ميزانية وتخطيط احتياطات تتوافق مع هذه الخطط في حال اقتضت الضرورة.
والآن، يجب تطوير خطة تواصل للمشروع، لأن التنفيذ الناجح لخطة المشروع سيتطلب من جميع المعنيين بالمشروع، أو من يعرفون بأصحاب المصلحة، الاطلاع التام على خطة المشروع ومعرفة ما يترتب على كل منهم. وستتناول خطة التواصل بشكل مفصل التقارير التي سيتم إصدارها، وعدد الاجتماعات التي ستعقد، ومرات انعقادها ومواعيد بداياتها ونهاياتها. وستحدد الخطة بالتفصيل الطرف المسؤول عن كل تقرير أو اجتماع والمشاركين فيه.
وسيقوم مدير المشروع بمكاملة الخطط المذكورة أعلاه ضمن إطار عمل موحد يسمى "الخطة التنفيذية للمشروع". وعندما تتم الموافقة على هذه الخطة من قبل الأطراف الرئيسية في المشروع، يجري استخدامها كدليل لتنفيذ المشروع وصرف الأموال واستهلاك الموارد. وتدعى هذه الخطة المصدقة بالخطة الأصلية لتمييزها عن أي تعديلات قد تخضع لها الخطة لتعكس التطور الفعلي والتفاصيل المستجدة.
* الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة سي إم سي إس