حجب المعلومة عن العامل هدر لطاقته
نشرت صحيفة "الوطن" في عددها الصادر بتاريخ الثامن من جمادى الآخر 1429هـ خبرا عن بحث أجرته شركة هيل آند نولتون المتخصصة في استشارات التواصل والاتصال، بالتعاون مع شركة يوجوف سراج أظهرت نتائج التقرير أن أكثر من 37 في المائة من الموظفين في المملكة لا يشعرون أنهم يحصلون على المعلومات اللازمة لأداء عملهم بشكل جيد، بينما لا يشعر 36 في المائة منهم أن إسهامهم بالعمل يحظى بالتقدير. يكشف هذا الخبر حجم المعاناة التي يعيشها شريحة من الموظفين، فكيف يستطيع أي موظف أن يرتقي بأدائه إذا ضن عليه رئيسه المباشر بالمعلومات سواء كانت على شكل شرح ونقاش لأهداف الشركة الاستراتيجية أو ملاحظات على ما يقوم به من عمل أو توجيهات لما يجب أن ينجز، فكل ذلك يندرج تحت ما يطلق عليه التغذية الراجعة feedback فدونها يعجز الموظف عن معرفة إن كان عمله يقابل توقعات رئيسه أو الشركة التي يعمل بها، وهنا تكمن المشكلة لأن في ذلك مؤشرا لضعف الاتصال والتواصل مع الموظفين الذي يؤدي بالضرورة إلى تدني مستوى الكفاءة والإنتاجية ويجعل الموظفين محبطين وفاقدين لحافز العمل . المثير للإعجاب أنه عند سؤال الرؤساء التنفيذيين في الشركات العالمية عن الكيفية التي حققوا بها إنجازاتهم تجد الإجابة بكل بساطة كالتالي: communicate, communicate and communicate أي بالتواصل والاتصال بالموظفين وتزويدهم بالمعلومات وسماع الآراء والملاحظات يمكن تحقيق الكثير، فكيف يا ترى هو حال المؤسسات والشركات لدينا التي يفتقد 37 في المائة من العاملين فيها المعلومات اللازمة لأداء أعمالهم؟
هذا يطرح علينا السؤال التالي، هل لنا أن نربط بين عدم الرضا عن مستوى الخدمات أو الإنتاجية في بعض من الشركات وبين ضعف التواصل والاتصال مع الموظفين؟ فإن كان الجواب إيجابيا وهذا احتمال قوي سنجد أنه يفسر سبب شكوانا من مستوى الخدمة في هذه الشركات والمؤسسات ويبين سبب انخفاض الإنتاجية والربحية فيها، ولعلاج هذه المعضلة عند الشركات فإن لديها الإمكانية والأدوات لحلها متى ما رغبت في ذلك، ولكن ماذا يفعل الموظف الذي يجد نفسه قد وقع في ورطة 75 في المائة من مفاتيح حلها هو في يد غيره من الإداريين، فهل يستسلم لحالة الإحباط ويستمر في العمل بطريقة غير مثمرة في ظل نقص فرص العمل المتاحة تطبيقا لمقولة ليس في الإمكان أحسن مما كان، بالطبع هذا النهج غير منطقي لأنه يكرس لروح الاستسلام والخنوع والقبول بما هو متاح من دون بذل أي مجهود جاد لمحاولة تغييره والمساهمة في خلق بيئة عمل صحية.
ماذا تفعل إذا كنت من ضمن الموظفين الذين لا يحصلون على المعلومات اللازمة لأداء العمل؟ وللإجابة عن ذلك يجب في البداية أن يكون لديك قناعة تامة بأنك تحمل بيديك نسبة من مفاتيح حل أي مشكلة، ومن الحكمة أن تبدأ أولا بما هو في مقدورك عمله لأنك تملك تحديد متى وكيف تقوم بذلك وفيما يلي بعض منها:
* اكتب الأهداف التي ترغب في تحقيقها في كل عام واحرص أن تكون أهدافا ذكية SMART GOALS أي محددة، وقابلة للقياس، ويمكن تنفيذها، وواقعية، ومحددة بزمن للتنفيذ.
* اكتب مذكرة إلى رئيسك المباشر وأرفق معها أهدافك واطلب فيها تحديد موعد لمناقشة هذه الأهداف، وإذا تأخر في إجابة طلبك قم بزيارة إلى مكتبه وذكره بالمذكرة التي أرسلتها واسأله إن كان الوقت مناسبا لمناقشة الأهداف أو يحدد موعدا آخر لذلك.
* عدل أهدافك بما يتفق مع ملاحظات رئيسك وأشعره بالتعديلات التي أدخلتها على الأهداف وابدأ في التنفيذ.
* زود رئيسك بتقرير شهري توضح فيه ما تم إنجازه من مراحل للأهداف المتفق عليها وحدد المعوقات التي تواجهها واطلب منه المساندة التي تحتاج إليها ولا تنس أن تقوم بزيارة مكتبه كلما تأخر عليك في الاستجابة.