ضابط المرض المبيح للترخص

لا يزال الحديث موصولا بالسبب الخامس من أسباب الترخص في العبادات وهو المرض، والأمراض مختلفة في ذاتها باختلاف نوعها واختلاف الأبدان التي تصاب بها, فمرض الكبير ليس كمرض الشاب وإن اتحد في اسمه فالأمر نسبي وليس له مقياس ثابت ولا قاعدة مطردة وإنما العبرة بواقع كل شخص وطاقته وقوة تحمله.
وبالجملة فالمرض المبيح للترخص هو المرض المؤثر على المكلف في جعله في حالة عجز ولو جزئيا أو في حالة خوف من زيادة المرض أو في تأخير الشفاء، أما إن كان المرض يسيرا لا يشق معه أداء العبادة على هيئتها كوجع الضرس والصداع اليسير فليس بعذر، ويلحق بالمريض كبير السن الذي يشق عليه أداء العبادة كالصلاة مع الجماعة مثلا, وليس المرض مسقطا لمن ألم به فحسب بل يشمل من خاف حدوثه بخروجه إلى المسجد أو زيادته أو تباطؤ برئه لأنه في حكم المريض, أما إن استطاع أن يأتي الجمعة والجماعة راكبا على سيارة أو كرسي متحرك ولا يتضرر بذلك فإن الأظهر من أقوال العلماء أنها لا تسقط عنه الجمعة ولا الجماعة إن كان قادرا على الحضور إلى المسجد دون مشقة مالية أو بدنية لأن عدم وجوب الجمعة والجماعة لرفع الحرج عنه, وهنا لا حرج يلحقه بالصلاة في المسجد بل إن الصلاة في المسجد لمثل هؤلاء أنفع لهم وأقوى لعزائمهم وتشجيع للكسالى من جماعة المسجد ممن يتمتعون بالصحة والعافية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي