في بيتنا أطفال لا يأكلون!!
كنت إلى وقت قريب أعتقد أن أطفالي هم الوحيدون الذين لا يأكلون وبتحديد أدق، أقل استهلاكاً للطعام النموذجي المنزلي. لكن خلال عدة أمسيات مع أقارب وأصدقاء اكتشفت أن المعاناة عامة, أي تشمل معظم أطفال وشباب الوطن من سن الخامسة وحتى الثامنة عشرة.
من جهتي فقد اجتهدت كثيراً لجعل من ينتمون إلي من الأطفال أصحاب عادات غذائية جيدة, لكن هيهات فأواني الطعام المنزلي المخصص لهم تبقى على حالها في كل يوم، هذا إذا ما تكرموا وشاركوا في الجلوس إلى المائدة، وعليه فلم يكن غريباً أن يتنامى وزن الفقير إلى عفو ربه كاتب هذه السطور سنة بعد أخرى، لأنه من جيل يأبى أن يرمى ما تبقى من طعام لذا يكون سبيله إلى معدته طمعاً وخوفاً !!. ما علينا, ولكن بعد جهد جهيد اكتشفت أن المعاناة مع طعام الأطفال مسألة عصية الحلول، وعليه آثرت رفع يدي عن الموضوع، من أراد أن يأكل فليفعل؟!، ومن لم يرغب "بالطقّاق"،،؟! وصاحب مثل ذلك منع تام لكل ما هو ينتمي إلى الوجبات الجاهزة وتلك المغلفة من فصيلة البطاطا الجافة المقلية والحلويات، كإجراء صارم لردة فعلي الغاضبة، وسبحان الله كانت النتيجة رائعة من حيث إن الأطفال باتوا يعودون تباعاً إلى المائدة، بل ويشاركون فعلياً بالتهام ما عليها. إذا المشكلة تكمن في عادات غذائية سمحنا باستمرارها داخل منازلنا، وليست خاصة بأطفالنا. وهذا ما يعني أن سوء "دبرتنا" مع فلذات الأكباد قد يفضي إلى أشياء أسوأ من ذلك!!.
ولأنني قد بدأت بتعميم تجربتي على فئة المتضررين ممن هم مثل سوء "دبرتي"، أزيد بأشياء مازلت أحاول أن أملك القدرة على فعلها ومن أهمها، بعض الصرامة و عدم التراخي في قائمة الممنوعات, خاصة الوجبات والمغلفات التي تأتي من الخارج، ومن الأفضل أن يبات الطفل جائعاً على أن يتناولها، فمثلاً إذا لم يرغب في تناول وجبة من الوجبات المنزلية تترك له على حالها حتى الوجبة التي تليها ولا يعطى بديلاً عنهاً، وهذا يرتبط بمتطلبات أخرى يجب عدم إغفالها أهمها ثبات موعد الوجبات المنزلية، والمشاركة في اختيار الطعام الذي يريده وعدم التشهير به عند الآخرين فيما يخص عاداته الغذائية، أيضاً جعل المائدة محل جذب من خلال الأحاديث الشيقة مع الابتعاد عن كل ما هو مخالف لذلك...... جربوا وستكسبوا!!.
مدير التحرير مجلة "المجلة"
[email protected]