الملك في قلعة الصناعات .. آمال وتطلعات!
<a href="mailto:[email protected]">f.albuainain@hotmail.com</a>
تدور عقارب الساعة من جديد، وتتكشف الأحداث عن مشاريع الخير والنماء التي كانت إلى عهد قريب، حلما يراود المبدعين. (الجبيل 2) قلعة جديدة من قلاع الصناعات البتروكيماوية تنضم إلى (الجبيل1) وإلى الصناعات المساندة الأخرى. مشاريع متنوعة، واستثمارات ضخمة تضخها الدولة والمستثمرون على حد سواء. أخذت الهيئة الملكية للجبيل وينبع على عاتقها مسؤولية تهيئة البنية التحتية على مستويات عالمية، وانطلقت (سابك) بنجاح لتعزيز موقعها العالمي، ومواصلة النجاح في إيجاد الفرص الإنتاجية الجديدة، والتربع على القمة، واستمدت الاستثمارات الخاصة قوتها من قوة القائد الذي يقف بنفسه على تفاصيل النمو والتطور الصناعي.
يحل خادم الحرمين الشريفين ضيفا كريما على قلعته الصناعية، مدينة الجبيل المدينة الفتية التي لا تقبل الهدوء والاستكانة، تنشد العلا وتتطلع إلى المستقبل الزاهر والأمل الحلم الذي لن ينقطع بإذن الله. مشاريع صناعية وأخرى مدنية تنموية يفتتحها الملك عبد الله خلال زيارته للجبيل، وهو الذي وضع حجر الأساس لها في زياراته السابقة.
لم تعد الجبيل كما كانت، المدينة الصغيرة الهادئة، فقد تحولت إلى الأنموذج الصناعي الذي يقتدى به، وأصبحت الجبيل الصناعية آية من الجمال الصناعي والمدني. قد نراها كذلك إذا ماعزلناها عن محيطها الجغرافي، وهو أمر لا يمكن تطبيقه، لأن مدينة الجبيل تنقسم إلى مدينتين، الجبيل الصناعية، والجبيل وهما تقعان إداريا تحت مظلة المحافظة، إلا أنهما منفصلتان من حيث الخدمات، الميزانيات، والمشاريع.
رغم النجاح الذي حققته الجبيل الصناعية عالميا، الهيئة الملكية و(سابك)، إلا أنها لم تستطع حتى اليوم الاندماج مع الجبيل، المدينة الصغيرة، أو المدينة الأم التي انبثقت من رحمها المدينة الصناعية. فأصبحتا مدينتين متباينتين في الخدمات والقدرات والمشاريع التنموية، وهو قصور لا يمكن تجاوزه أو الاستهانة به، بالرغم من ضآلة تكلفته المادية مقارنة بالنفقات الضخمة. ففي الوقت الذي تزيد فيه الجبيل الصناعية تألقا وبهاء، تتراجع مدينة الجبيل القهقري وتستغيث علها تجد من يأخذ بيدها نحو آفاق الحضارة التي بلغتها مدينة الجبيل الصناعية.
مدينتان انفصلتا عن بعضهما البعض نتيجة لضعف التخطيط والإدارة في موضوع الاندماج الحضري، تعيشان على ضفتي التباين، ضفة الرخاء والعطاء والنمو ومستوى الخدمات الراقي وتمثلها مدينة الجبيل الصناعية وضفة التقشف والجمود وتمثلها مدينة الجبيل، المدينة الأم. أليس من الغريب حقا أن تبقى مدينة الجبيل محرومة من الخدمات البلدية، التعليمية، الصحية، والترفيهية التي تنعم بها مدينة الجبيل الصناعية؟، أليس من المؤلم حقا أن نرى هذا التباين الكبير في مستوى النمو والتطور، وتوفير الخدمات الذي يصب في مصلحة الجبيل الصناعية. اللهم لا حسد، فنحن أكثر من يفرح بتطور أي شبر من هذه الأرض الطيبة، وأكثر من يسعد بسعادة الآخرين، لكننا فقط نذكر بحقوق الجوار، بل أكثر من ذلك حقوق الرحم.
يمكن للزائرين، بكل يسر وسهولة، أن يلحظوا الفارق الكبير في مستوى التنمية بين المدينتين المتجاورتين. مازلت أبحث عن جواب لسؤالي الحائر، ما الذي استفادته مدينة الجبيل من الهيئة الملكية، وسابك، ومصانع البتروكيماويات، في مجال التنمية؟، قرار إداري واحد قد يعيد البهجة إلى الجبيل ويضخ في قنواتها بعض المشاريع التنموية.
مئات المليارات من الريالات أنفقت منذ إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وإنشاء شركة سابك، لم يدفع منها مليون واحد لبناء مدرسة أو مستشفى أو مسجد، أو حديقة عامة في مدينة الجبيل. مشاريع تنموية ضخمة حولت الصحراء إلى مدينة صناعية وحضرية متقدمة، لم تنل منها الجبيل مشروعا واحدا يمكن أن تكتحل به أعين سكان المدينة الأم التي أطلق عليها تجاوزا "الجبيل البلد". لن أطيل، فالموضوع أكبر من أن تحتمله الصفحات، والآمال والتطلعات أعظم من أن تحدد في مقالة، وحسبي أن أبعث بمفاتيحها إلى القائد الوالد خادم الحرمين الشريفين الذي قطعا لن يرضى عن هذا الإهمال الكبير الذي تتعرض له مدينة الجبيل منذ إنشاء الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومنذ تأسيس شركة سابك، ولن يرضى عن هذه التفرقة الكبيرة التي أحدثت شرخا عظيما في مستوى التنمية بين المدينتين المتلاصقتين. كل ما نرجوه أن تضم المدينتان خدميا تحت مظلة واحدة فتقتسم مدينة الجبيل جزءا من المشاريع البلدية، التنظيمية، الصحية، التعليمية، والترفيهية مع ابنتها البكر مدينة الجبيل الصناعية. آمال وتطلعات، نضعها بين يدي الوالد القائد في زيارته الميمونة إلى محافظة الجبيل، فخير من استأمنا القوي العادل الأمين.