الجمع بين الصلوات

<a href="mailto:[email protected]">d_almakdob@hotmail.com</a>

الجمع بين الظهر والعصر لأجل المطر محل خلاف بين العلماء لأن المشقة في النهار أخف من الليل، والمطر في النهار يحتمل أكثر من الليل إلا أن عموم الأدلة لم تفرق بين صلوات النهار وصلوات الليل بل ربطت الرخصة بالمشقة ومتى وقعت المشقة أخذ بالرخصة، فلو نزل مطر شديد وشق خروج الناس لصلاة العصر جاز الجمع بين الظهر والعصر ولا ترد الأحاديث والآثار الصحيحة لأجل تفاوت المشقة، لأن التفاوت في المشاق لا ينضبط غالبا. ومن حكم المطر الوحل والريح الشديدة في الليلة المظلمة الباردة ذلكم أن الوحل يلوث الثياب والنعال ويتعرض الإنسان للزلق فيتأذى في نفسه وثيابه وذلك أعظم من البلل.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: "يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك، وإن لم يكن المطر نازلا في أصح قولي العلماء وذلك من أن يصلوا في بيوتهم". أ. هـ.
مسألة يحسن التنبيه إليها ونحن نتحدث وإياكم عن الجمع ألا وهي مسألة جمع العصر مع صلاة الجمعة بأي سبب من الأسباب المبيحة للجمع.
والحديث في هذه المسألة قد يطول إلا أن حاصله أن الجمعة عبادة لها وقتها الخاص بها إذ لا يجوز أن تجمع مع العصر جمع تأخير بالاتفاق، فكذا لا يجوز أن تجمع معها العصر جمع تقديم لأنها ليست بدلا عن الظهر. وقد سئل سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم ـ رحمه الله ـ عمن جمع العصر مع الجمعة فقال ـ رحمه الله: يلزمهم أن يقضوا صلاة العصر عن تلك الأيام التي جمعوا العصر فيها إلى الجمعة، لأن جمع العصر إلى الجمعة لا يصح بحال أ.هـ. وذلك لأن الجمعة صلاة منفردة مستقلة في شروطها وهيئتها وأركانها وثوابها، والسنة وردت في الجمع بين الظهر والعصر ولم يرد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه جمع العصر إلى الجمعة أبدا، فلا يصح أن تقاس الجمعة على الظهر لما سبق من المخالفة بين الصلاتين، وبالله التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي