من أي المساهمين أنت؟

<a href="mailto:[email protected]">saad@aleqt.com</a>

لست هنا بصدد الكتابة التحليلية عن الأسهم كالتحليل الذي ينتظره قراء "الاقتصادية" من المتخصص الفوزان أو غيره ممن يقدمون رؤاهم الاقتصادية في هذا المجال الخصب, إنما يطيب لي أن أتحدث عن الأسهم وحال بعض المساهمين برؤية خاصة، وسأمر مرورا عابرا على التعريف اللغوي والاصطلاحي لكلمة سهم كمفرد لجمع أسهم حيث يعرف السهم في اللغة بأنه النصيب, وأما في الاصطلاح: فهو وثيقة يمثل حقاً عينياً أو نقدياً في رأس مال الشركة قابلا للتداول – يعني للبيع والشراء – ويعطي صاحبه حقوقاً خاصة, ولا أريد أن أدخل في تقسيمات الأسهم فهذا شأن آخر هكذا عرفها المتخصصون.
وهذه المقدمة التي تعرضت فيها لتعريف السهم في اللغة والاصطلاح قد يعرفها البعض وقد يجهلها آخرون ولا ضير في ذلك في ظل استحواذ الأسهم على اهتمام الأغلبية من الناس في مجتمعنا, بل إنها باتت الرقم الصعب في حياتهم فلا حديث يعلو على نقاش الأسهم، ولا آلام وهموما تفوق سرطان الأسهم، فهو يسيطر على معظم الاجتماعات الأسرية والمناسبات المختلفة، فلا نقاش إلا عن انخفاض الأسهم أو ارتفاعها، أو تناول بعض المآسي التي فتكت بأناس كانوا يحلمون بالثراء السريع, ولكن لم يمهلهم القدر فأصبحوا بين ليلة وضحاها في عالم الأموات, هكذا هي حياتنا، تدور في فلك ودائرة واحدة تسعى لتحقيق مبتغاها ولكنها تصدم بواقع مرير في ميدان من الصعب التحكم فيه، فأنت اليوم من الرابحين ولا يصل إلى ربحك أحد, وغدا تعود إلى نفس الفلك والدائرة المغلقة، أرباح الماضي أصبحت سرابا، وأموال التمويل أصبحت ديونا أثقلت كواهل من خرجوا بخسارة وكوارث لا تنسى في حياتهم، وهذا قدر الله, والدنيا دروس مليئة لمن يستفيد منها، ويفكر كيف ذهبت الأموال أدراج الحياة في لحظات، وكيف أصبح يعض الندم على أرباح الأمس ويتحسر على ماض ربما لا يعود.
مقياس مطلوب
إن مقياسنا في الربح والخسارة لأي عمل تجاري يجب أن يكون مبنيا على الحلال والحرام وليس لأحد أن يحرم ويحلل إلا بدليل شرعي يصدر من أهل العلم المعتبرين الذين يتقبل الناس فتاواهم لصدقهم وتحريهم الدليل الشرعي، ولست أزكي كل المتعاملين في مختلف أنواع التجارة, لكنني أتحدث عن فئة من الناس يتعاملون في مجال الأسهم باعتبارها السوق الرائجة التي يشارك فيها الكثيرون من الناس البسطاء الذين رموا بما يملكون وما استدانوا به ليحققوا شيئا من الأرباح وقليلا من الثراء يستعينون به على نوائب الدنيا، وفي الجانب الآخر هناك مضاربون منهم من يتهمه المساهمون بالتعدي وهم غير معروفين لهم, وثالثهم بعض الهوامير الذين يسيرون السوق بما يتماشى مع أهــدافهم لا يفكرون في الضــحايا بقـدر ما يفكرون قي السيطرة على السوق وتحقيق مآربهم, ونسأل الله العفو للجميع. وهذا حسب علمي المتواضع عن هذه السوق التي لم أتعمق فيها كثيرا، وإنما أريد أن أشارك بهذه المقالة بغية مخاطبة نوازع الخير لدى المهتمين بهذه السوق، بألا تكون هي الهم الأول والآخر، ولا أن تكون على حساب واجباتنا الدينية، ولا أبالغ بأنني كنت ذات مرة في بنك في إحدى فترات التداول أصرف بعض المستحقات الخاصة بي, وللأسف الشديد وجدت أن ذلك البنك لم يوقف التعامل في أثناء تلك الفترة التي وافقت وقت الصلاة التي كان وقتها قصيرا حتى إنني كنت أسأل أحد رجال الأمن هل يوجد مصل؟ فكان يقول تستطيع أن تلحق الصلاة بالخارج، وهذا ما حدث وللأسف الشديد، ولعل أحد الدعاة تعرض لهذا الجانب في إحدى محاضراته بأن هناك من أصبحت الأسهم هي ليله ونهاره، فهذه وقفة تأمل معك أخي المتعامل بالأسهم مساهما أو مضاربا أو هامورا، أن تجلس مع نفسك وتحدد مرحلتك المقبلة وتراجع نفسك وتبدأ صفحة جديدة, ولعلك تجيب عن بعض التساؤلات أولها هل أنت تريد أن تقتصر أرباحك وزيادة أسهمك على أرباح الدنيا؟ أم أنك من الحرصاء على جمع النصيب والأرباح في الدنيا والآخرة وذلك الربح الوفير، احرص على ما ينفعك في دينك أولا وستكون, إن شاء الله, الفائزين في الدنيا والآخرة ولا تكسب إلا حلالا, ولا تطعم أهلك إلا ما يسرك مقابلة ربك به يوم القيامة, أسأل الله لي ولكم التوفيق وأن يجمعنا في جنات النعيم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي