هل الألبان مستنزفة للمياه؟

<a href="mailto:[email protected]">Kalfuhaid@hotmail.com</a>

بدأت صناعة الألبان الطازجة في المملكة بطرق بدائية، وشبه اكتفاء ذاتي لكل أسرة من حليب الأغنام والإبل والأبقار، التي تربى في المزارع أو بالقرب أو داخل المنازل منذ فترة زمنية طويلة، إلا أن هذه الصناعة لم تبدأ بشكل منظم إلا في أواخر الثلاثينيات الميلادية، حيث قام أول مشروع زراعي متخصص للإنتاج الحيواني والنباتي سنة 1938م في محافظة الخرج. وخلال فترات زمنية متفاوتة قامت صناعة الألبان الطازجة وتحقق لها الكفاءة في الإنتاج، كما حققت عوائد إيجابية بحق تمثلت في العنصر البشري السعودي المؤهل الذي يدير منشآت هذه الصناعة، وتوطين تقنية الإنتاج والتسويق لهذه الصناعة وتشكِّلَ لها كيان على الرغم من وجود بعض الصعوبات في الإنتاج والتسويق في المنشآت الصغيرة شأنها شأن أي صناعة أخرى، كما أسهمت مخرجات هذه الصناعة في التثقيف الاستهلاكي للألبان الطازجة ومشتقاتها نظراً لتوافر المنتجات المتميزة، والوسائل الدعائية التعريفية التي تقوم بها المشاريع الوطنية العملاقة للتعريف بإنتاجها من الأصناف المتميزة التي أصبحت مطلبا للمستهلك بشكل منتظم داخل المملكة وخارجها استجابة لرغبات المستهلكين وتنوع احتياجاتهم وأوجدت هوية للمنتج السعودي في دول الجوار وأعطيت انطباعا عن النوعية الجيدة للمنتجات السعودية.
ورغم هذه النجاحات هناك من يردد مقولة إن تصدير الألبان يعمل على تصدير المياه، ولعلي هنا أورد نص إجابة وزير الزراعة حول هذا الموضوع الذي جاء ضمن حوار أجرته جريدة "الجزيرة" أخيرا، يقول معاليه ما نصه "أتفق معك أن هناك حديثا في المجتمع وكثير من الناس على المستويات كافة يتساءلون: لماذا يتم تصدير الألبان؟ لارتباطه في اعتقادهم باستهلاك المياه، ونحن إذا صدرنا الألبان فكأننا نصدر المياه. وطبعاً لا شك أن هناك بعض الصحة في هذا الكلام، ولكن من جانب آخر لو أخذنا ثمن كمية المياه المستهلكة والقيمة التي نحصل عليها من قطاع الألبان لوجدنا أن قطاع الألبان فيما يتعلق بالناتج المحلي كقيمة يعطيك أكبر مردود على كمية المياه التي تستهلك، بمعنى أن المردود المالي كبير على اقتصاد البلد، هذا بجانب المردود الصحي، إضافة إلى ذلك فإن استهلاك قطاع الألبان، وأتحدث عن الأبقار، عندما يقال إن الألبان يستهلك مياها معظمها عن طريق استهلاك الأعلاف. وهذه المشاريع لديها قدرة كبيرة على ترشيد استهلاك المياه فالأعلاف التي تستهلكها مشاريع الألبان جزء منها ينتج محلياً وجزء يستورد من الخارج يمثل نحو 50 في المائة من الأعلاف التي تستهلكها مشاريع الألبان سواء مركزات أو بعض أعلاف الحبوب، وقطاع الألبان ككل يستهلك فقط 8 في المائة من الأعلاف التي تستهلك في المملكة، وهذه نسبة ضئيلة في استهلاك المياه" انتهى.. وتلك المؤشرات (في ظل إيقاف تصدير الأعلاف وعدم قبول وزارة الزراعة لطلبات جديدة لإقامة مشاريع أعلاف وسعيها إلى تشجيع أنظمة الري المرشدة) تدل على أن مشاريع الألبان الطازجة مستهلكة للمياه وليست مستنزفة لها، وما يطمئن أن مثل هذه المشاريع تعمل باستمرار على البحث عن السبل الهادفة إلى خفض استهلاك المياه مع رفع الكفاءة الإنتاجية للوحدة المنتجة.

والله ولي التوفيق

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي