الهيئة العالمية للإعلام الإسلامي هل ولدت ميتة؟
<a href="mailto:[email protected]">saad@alqet.com</a>
تسنى لي حضور أول لقاء للإعلان التأسيسي للهيئة العالمية للإعلام الإسلامي التابعة لرابطة العالم الإسلامي بمدينة مكة المكرمة قبل أكثر من ست سنوات في مدينة جدة بحضور الدكتور عبد الله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي واستبشرت خيرا كغيري بميلاد هذه الهيئة، وزاد سروري بها عندما أعلنت في اجتماع إعلامي عن اختيار أعضاء المجلس التأسيسي والأمين العام والأعضاء العاملين، وقلنا إن ذلك سيكون انطلاقة كبيرة لعمل الهيئة رغم أن معظم الأعضاء الذين تم اختيارهم ليسوا من المتخصصين لكن الهيئة كانت تهدف إلى الاستفادة من الأسماء الكبيرة في دفع عجلة تقدمها وتذليل بعض العقبات التي قد تعترضها، ولكن بعد ذلك مرت الأيام والسنوات وأصبح سماعنا لأخبار الهيئة التي طالما فرحنا بها محدودا وأحيانا أخرى معدوما، وقبل أيــــام اطلعـــت على ما نشر عن إحدى ورش العمل التي أقيمت في جدة أخيرا التي جاءت في عهد الأمين العام الجديد الدكتور محمد الجهني الذي تسلم الأمانة خلفا للأمين العام السابق الأستاذ فهد الشميمري رئيس مجلس إدارة قناة المجد الفضائية.
وبصراحة فقد فرحت جدا أن هناك أنشطة ظهرت لهذه الهيئة الأمل المنتظر لنا والمظلة التي نأمل أن ينطوي تحتها الإعلام الإسلامي نحو إعلام أكثر تأثيرا وأكثر قدرة على القيام بالمهام المناطة به لخدمة الدين ومجابهة الأفكار الضالة التي تريد بالإسلام سوءا. ولعل هذه الخطوة تكون انطلاقة جديدة وفرصة للبحث عن الإعلاميين الميدانيين والمتخصصين الممارسين للعملية الإعلامية وتقوية علاقتهم بالهيئة، ولست من المعنيين بذلك لأن علاقتي بالهيئة بدأت قبل التأسيس ولا تزال ولكن هناك من الإعلاميين المتخصصين في الإعلام الإسلامي ميدانيا منذ سنوات طويلة يمكن أن تستفيد منهم الهيئة في النشر عن أنشطتها والعمل على إعداد الأفكار والخطط المفيدة لها، ولا يمكن احتقار آراء الآخرين إذا أردنا النجاح لهذه الهيئة التي ربما يكون الدعم أحد العوائق الكبيرة التي تقف في طريق تنفيذ برامجها وأفكارها، كما أنها تحتاج إلى الكثير من العمل حتى تصبح صوت الإعلام الإسلامي المؤثر، فنحن نريد أن نسمع صوتها من خلال المنابر الإعلامية المتاحة لها لتعمل بجد واجتهاد لتجذب العاملين في الإعلام الإسلامي نحوها، لأنني أتوقع أن كثيرا من العاملين في المجال الإعلام الإسلامي المرئي أو المقروء لا يعرف أن هناك هيئة عالمية للإعلام الإسلامي نتيجة ضعف علاقتهم بها سواء في هذه البلاد أو خارجها لذا فإنني أتمنى أن تحرص الهيئة على هذا الجانب ليتفعل دورها وعملها بشكل أكبر وتصبح لسان الإعلام الإسلامي إن أرادت، ونحن نعترف بأن الإعلام الإسلامي ضعيف وهذا يعود لأسباب عديدة لا يتسع المجال لذكرها، وهو يحتاج للتطوير والتدريب حتى ولو برسوم تشرف عليها الهيئة من أجل ا لارتفاع بقدرات الإعلاميين سواء القيادات في القنوات الإسلامية أو في المجلات والصحف الإسلامية، وهذا من شأنه أن يكون عاملا مهما في إرساء قواعد العلاقة بين الهيئة والإعلام ويمكن حصر القديم والجديد من الإعلام الإسلامي الذي نجد أكثره يتركز في بلادنا وفتح نوافذ التعاون معها والالتقاء بها سواء في مقر الهيئة في جدة أو في أي مكان تحدده الهيئة المهم أن يكون هناك خطوات فاعلة من الهيئة باتجاه الطرف الآخر في المؤسسات الإعلامية الإسلامية في العالم الإسلامي، فهل يتحقق ذلك أم تبقى الصورة والتساؤل في الأذهان بأن الهيئة ولدت ميتة. إنها مجرد انطباعات أردت أن تصل إلى المعنيين بأمر الهيئة، سائلا المولى عز وجل لهم التوفيق والسداد وأن تحقق أماني المنتمين للإعلام الإسلامي في العالم الإسلامي.