"كشف وجرد حساب" ... لمنتدى جدة الاقتصادي (2 من 3)
هناك، قدر كبير من علامات الاستفهام خاصة تعليقات القراء على صفحة المقال الأول في "الاقتصادية" إلكترونية، وقد صادف المقال الثاني أنني خارج السعودية، وقد نسيت بعض أوراق الإحصائيات الموجودة في مكتبي في جدة، حيث أرغب أن يطلع القارئ علي بعض الأرقام من الإدارة المالية التي ترفع عنه وعنا علامات التعجب والاستفهام ومع ذلك أريد أن أؤكد أن هذه المقالات ليست مرافعة أو دفاع (محام) عن رئيس المنتدى سامي بحراوي، أو محاولة إقحام الرئيس السابق للمنتدى الأستاذ عمرو عناني لمراجعة الميزانيات السابقة حسب نظرة مصلحة الضرائب وليس كما يراها التاجر!
وأنا لست مع أو ضد سامي بحراوي أو عمرو عناني، خصوصاً وأن الأخير هو من حاول الظهور في اللحظات الأخيرة قبل افتتاح المنتدى، ليتحدث إلى الصحافة، لأسباب لا أعرفها. وإذ كان الأمر علي مبدأ الشفافية، فإني شخصياً أطلب لقاء ومواجهة رسمية بين رئيس المنتدى الحالي سامي بحراوي وعمرو عناني لاجتماع عاجل، لكشف الحقائق للجميع ولتحقيق مبدأ الشفافية.
من الواضح تماماً أن قرار صالح التركي، التغير والمضي قدماً في تنظيم منتدى جدة الاقتصادي، كان فيه (مسيرا) وليس (مخيرا)، فبعد أن اطلع مجلس إدارة غرفة جدة على خطاب الأستاذ عمرو عناني الذي وصل مع الاجتماع الأول بعد تسلم صالح التركي قيادة الغرفة، ويحذر بأن الفترة المتبقية "سبعة أشهر" ولم يعمل حتى تاريخ الخطاب أي ترتيب ويطلب اجتماعا عاجلا؟ لذلك فإن قرار التغيير واجب، وإدراك ما يمكن إدراكه يعتبر معجزة، أم الحديث عن العمل المؤسسي أو الترتيب والتنسيق مع 70 شخصية عالمية تدخلنا في دائرة "بق صحافة" أو "قول بلا عمل"، أنا لا أريد العودة للوراء أو الدخول إلى ساحة الجدل مع استعدادي الجيد لهذا الموضوع، حيث نجاح أو فشل المنتدى يقف خلفه مجموعة من الأعمال أو الأسرار أو العلاقات المتشابكة بين الإدارة التنفيذية من جهة، ومن جهة أخرى أعضاء غرفة جدة أو رجال الأعمال أو المسؤولين .... إلخ، لذلك سوف أترك عش الدبابير هادئا إلى حين!!! وأعود إلى الموضوع الأساسي.
يبدو للوهلة الأولى أن سامي بحراوي اجتهد كثيراً مع الفريق العلمي للمنتدى في اختيار عنوان المنتدى، وهو الإصلاح في معناه الشامل، وهو موضوع جدير جدا بالاهتمام، لكنه بكل وضوح أشبه بـ (بلغم) سينفجر في وجهك حينما تطأه قدماك، وأعني بذلك (البعد السياسي) الواضح فيه!
فقد كان فريق المنتدى ذكيا باختيار (الإصلاح الاقتصادي)، لكن هل يتم الإصلاح، دون (الإرادة السياسية)، خصوصا في عالمنا العربي؟ وأغلب الظن أن فريق المنتدى وقع في حيرة كبيرة، خصوصا وأن المنتديات السابقة جوبهت بمعارضة كبيرة، حينما كانت (الوجبة السياسية) أعلى من (الوجبة الاقتصادية)، ولنعترف جميعا بأن (السياسة) لا تزال تلعب لعبتها الكبرى في القرار الاقتصادي حتى في العالم المتقدم، فلا اقتصاد من دون سياسة، ومن يحاول تجاهل ذلك يصبح أشبه بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال. ولذلك، فلا حرج أبداً في المنتدى المقبل، أن تكون (السياسة) حاضرة بوجهها المشرق، ولا حرج أن ندعو (السياسيين) شرط أن يتم توجيههم والاستفادة من نظرياتهم في فهم الواقع والحاضر والمستقبل.
وحينما ننتقل للبحث عن المشكلة الحقيقية في منتدى جدة 2007م، نجدها في يوم الافتتاح، حيث حدث ما لا يمكن توقعه أبدا، وهو الازدحام الشديد في مقر التسجيل، وللأسف الشديد يتحمله رئيس المنتدى سامي بحراوي، فقد أسقط في يديه بعض التفاصيل الدقيقة، وليس له عذر أبداً. ولكن ما لا يعرفه الجميع وللأسف الإعلاميون الذين شاهدوا وسجلوا هذه الحادثة، أن سبب الازدحام الرئيسي هو فوضى مجموعة من مندوبي وموظفي الشركات والسائقين الذين حضروا لتسلم البطاقات بالنيابة عن الحاضرين ورجال الأعمال. وفي الفترة المسائية، كان الوضع أسوأ، فقد دخل الجميع إلى قاعة المنتدى، دون دعوات أو بطاقات، وحدث ما حدث داخل القاعة، فقد زاد عدد الحضور على أكثر من 1500 شخص، في المقاعد المخصصة التي لم تصل إلى 800 مقعد!
ختاماً، ما أود قوله أخيرا، أن أخطاء صغيرة قادت إلى أخطاء كبيرة، وللأسف أن تلك الأخطاء كانت (مكشوفة إعلاميا) في يوم الافتتاح، فالتقطها الصحافيون وأبرزوها، وسقط المنتدى (إعلاميا) في الشوط الأول، ومما زاد من حجم السقوط أن التحرك لمعالجتها لم يكن أيضا منظما، وغاب عنا فن (إدارة الأزمات) لدى فريق المنتدى، ولم نستطع الاستفادة من خبرة أبناء الغرفة الذين طالبنا مراراً بالاستفادة منهم، وللحديث بقية.