من سينشئ ناديا للتطوع؟

[email protected]

بعد انتهاء المؤتمر الأول للعمل التطوعي ومتابعة النتائج والمناقشات والاقتراحات المتعددة والمختلفة تذكرت عندها أختي وصديقتي عايدة، وهي سيدة مسلمة سورية الأصل، أمريكية الجنسية وتعيش في السعودية منذ أكثر من 25 سنة.
يوماً سألتني عايدة عن رغبتها في تقديم عمل تطوعي لخدمة المجتمع كتعبير بسيط لحبها لهذه الأرض والوطن الذي لا يعرف أبناؤها وطنا غيره، وحاولت مساعدة عايدة، وقامت هي كذلك بطرق العديد من الأبواب في الجمعيات الخيرية، كما أن ابنها الشاب الذي يدرس في أمريكا ويعود لوطنه في السعودية في كل إجازة، أيضاً طلب منها أن تساعده على إيجاد أي عمل تطوعي يقوم به خلال إجازاته التي يقضيها دائما بجدة.
منذ ثلاث سنوات تقريباً وعايدة وابنها يبحثان عن عمل تطوعي مناسب لهما في جدة، وعانت الأمرين من إهمال ونكران ولامبالاة من عدة جهات خيرية للأسف، وقابلتها أخيراً لتحدثني عن تجربتها الجميلة التي تعيشها في عمل تطوعي مع سيدة أعمال كبيرة وعظيمة أعرفها شخصياً والتي ساعدتها على إيجاد عمل تطوعي مناسب لمهاراتها وخبراتها الشخصية في منظمة خيرية تملكها هذه السيدة القديرة.
ومازال ابنها يبحث في كل إجازة عن عمل تطوعي يستطيع ممارسته.!!!!!!!!!!
لماذا ذكرت عايدة لأنها أخبرتني أنها تعيش في جدة طوال العام ما عدا فترة متقطعة لا تتجاوز تقريباً شهرين في أمريكا ومع هذا فهي تجد هناك كل يوم عملا تطوعيا تستطيع القيام به وبخيارات للتطوع لا نهائية في جميع المجالات والقطاعات، أدناها لو اتصلت بأي مستشفى خاص أو حكومي ستجد عملا تطوعيا بسيطا ملائما جاهزا للممارسة سواء لها أو لابنها.
وهذا المفهوم العالمي للتطوع وهو بذل الوقت والجهد في تقديم خدمة مفيدة أو عمل يؤدي لإنتاج أو عائد ريعه أو فائدته يخدم الفئات الأقل حظا ًخاصة والمجتمع كله عامة.
والفكرة التي نرغب الاستفادة منها وودت مشاركة الآخرين بها، ولا شك أنها خطرت ببال الكثيرين مثلي هو إنشاء ناد للمتطوعين به مركز للاتصال بالهاتف Call Center يقوم المتطوع / المتطوعة بتسجيل اسمه وإرسال بياناته، التي يتم الاحتفاظ بها في قاعدة بيانات النادي، والتي بها أيضا قاعدة بيانات عن كل الجهات التي تحتاج للمتطوعين مع توصيف العمل من حيث الواجبات والمسؤوليات والحقوق أيضاً والوقت اللازم لإنجاز العمل بالضبط والعائد المتوقع منه.
أي مكتب لتوفيق رأسين في الحلال وحيث يتم توجيه الفرد الراغب بالتطوع للجهة الراغبة باستقباله وإبلاغ الجهة أيضاً بمعلومات عن هذا الشخص
ولا يقتصر العمل التطوعي على الشباب فقط بل ممكن يكون من الأطفال والرجال والنساء و كبار السن أيضاً والمتقاعدين.
فمثلاً (أنشأت سيدة فاضلة سعودية في جدة وبجهود شخصية ناديا للأطفال تطوعيا لزيارة الأطفال المرضى بمرض السرطان يهدف للدعم المعنوي والنفسي وغرز ثقافة التطوع في الأطفال).
وبالطبع ممكن أن تتم هذا العملية أيضاً بشكل أسهل لو تمت عن طريق الإنترنت، ولكن بفرض عدم وجود حاسب آلي في كل مكان وبفرض عدم توافر الإنترنت في كل بيت ومكان، توجد الحاجة لوجود موقع محدد لهذا النادي تقصده الجهات التي تحتاج إلى هذه الخدمة.
وكيف يستمر هذا النادي وخدماته مجانية فهو منظمة غير ربحية، هنا يظهر جمال استخدام نظرية التطوع فجميع الموظفين بالنادي متطوعون، كل منهم يقضي ثلاث ساعات فقط يوميا أو يوما بعد يوم لإدارة عمل النادي الذي يتبع نظاما إداريا بسيطا وسهلا يستطيع حتى طلاب الإعدادية ممارسته، فقط يحتاج إلى جدول لتنظيم الأعمال و إدارة الوقت لجميع العاملين من المتطوعين.
ومن سيدفع ويمول تكاليف التأسيس ومصروفات النادي لتخزين ونشر المعلومات؟ هنا تظهر أهمية إنشاء مشروع أو وعاء استثماري أرباحه وعوائده تضمن وجود سيولة نقدية تغذي تكاليف النادي.
من أين يأتي رأس المال لإنشاء هذا الوعاء الاستثماري و تكاليف التأسيس؟؟؟
هنا لا بد أن توضع بذرة أساسية وهي التبرعات النقدية الأولية التي يتم جمعها وزرعها كبذرة أولى لإنشاء واستدامة عمل هذا النادي (من جميع الجهات و القطاعات الراغبة بولادة هذا العمل).
وأدعو وأتمنى وأظن أنني سمعت بوجود هذه الفكرة وأن مجموعة من الشباب والشابات السعوديين بدأوا فيها فعلاً وأتمنى لهم التوفيق ولا شك أنهم يحتاجون الآن إلى الدعم المالي والتقني والبشري لإنشاء واستمرار عمل هذا النادي.
ولا شك أنه توجد العديد من الأفكار والمبادرات الفردية والجماعية في بلادنا للعمل التطوعي، الموجودة والناجحة في بلادنا، ولكن بنقصنا أن نعرفها جميعاً كي تطبق النماذج الناجحة في المدينة نفسها وفي المدن الأخرى ونزيد عليها مبادرة الامتياز التطوعي، وهي على مستوى الامتياز التجاري.
وما زالت مشكلة التشبيك ونقص المعلومات تؤخر الاستفادة من التجارب الناجحة وتطبيقها فمن سينشئ نادي التطوع؟ ومن سينشئ برنامج الامتياز التطوعي؟
روى الطبراني وابن حبان وابن أبى الدنيا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله".

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي