التسويق الزراعي في نسخته الخامسة

طرحت "الاقتصادية" موضوع التسويق الزراعي الأسبوع الماضي بجانب هذه النافذة متزامنا مع تنظيم اللجنة الزراعية في غرفة الرياض، ضمن أنشطتها المتميزة والمقدرة اللقاء الخامس للتسويق الزراعي. وهذا النوع من التسويق كثر الحديث عنه وتشعب ونتمنى أن يطول بالشكل الذي يساعد في طرح نقاط قابلة للتطبيق ونتمنى في الوقت نفسه ألا يكون الحديث مملا ومكررا، وهذا اللقاء في نسخته الخامسة كان تحت عنوان "الأسواق الزراعية: العولمة، التخصيص والتعاقدات"، وجاء انسجاما مع أهمية هذا النشاط الذي يرى العديد من المختصين وكاتب هذه السطور أحدهم أنه أحد أهم المعضلات التي تواجه المزارعين في المملكة مما يعني أهمية معرفة جوانبه المختلفة. ومن هنا جاءت أهمية هذا اللقاء والذي حُددت له محاور وأهداف تتماشى مع أهميته، وهذا النوع من التسويق ولقاءاته ليست وليدة اليوم والتي تناقش جميع جوانبه المختلفة، ويتطلب أن تصاحبها زيارات ميدانية للأسواق المركزية للخضار والفاكهة للالتقاء بالوسطاء والسماع منهم، ومن المسؤولين عن الأسواق المركزية لبيع المواد الغذائية كقناة تعاقدية. وما يتمناه كل منتسب للقطاع الزراعي أن تكون مخرجات مثل هذه اللقاءات قابلة للتطبيق، وفي اعتقادي أن طرح هذا النشاط للنقاش ليس بالجديد إلا أنه من خلال هذه النافذة يمكن الإطلالة على بعض الرؤى كشجون حول التسويق الزراعي وحلقاته الأمامية والخلفية على النحو التالي:
- غياب المعلومة التسويقية الزراعية المتعلقة بمناطق الفائض والعجز في المملكة .. مما يتطلب أهمية إيجاد شبكة معلومات يتبناها القطاع الخاص بحيث يوفر المعلومة مقابل رسم يتم تحصيله مقابل خدمة توفير المعلومة.
- أهمية تأصيل المفهوم الحديث للتسويق القائم على النظر لهذا النوع من التسويق على أنه وظيفة شاملة مستمرة قبل إنتاج السلعة وذلك بدراسة المستهلك ورغباته، وظروف المنافسة، وتقدير حجم المبيعات المرتقبة.. مما يتطلب أهمية التعريف بالفرص الاستثمارية في مجال التسويق الزراعي ومنها مكاتب استشارية للقيام بمثل هذه الأعمال.
- أهمية تعزيز المفاهيم المتعلقة بإدارة الإنتاج والتسويق مثل الشراء الموحد لمدخلات الإنتاج للمساهمة في خفض التكاليف المتغيرة، وتشغيل المنشأة بطاقتها القصوى للمساهمة في خفض التكاليف الثابتة، وتحديد الوقت المناسب للزراعة والتسويق، وإيجاد علاقة تبادلية بين المزارعين من جهة وشركات التسويق والأسواق الكبيرة لبيع المواد الغذائية من جهة أخرى. كل ذلك ليكون المزارع في وضع تنافسي أفضل ويتحقق ذلك بقيام للمزارعين بإيجاد كيانات لهم في صور جمعيات تعاونية زراعية وتسويقية.
- تعزيز مفهوم الجودة في المنتجات الزراعية المحلية (النباتية أو الحيوانية)، حيث ستكون في وضع مقارنة بالمنتج المستورد خصوصا إذا كان ميزان التنافس السعري يميل إيجابيا للمستورد.
- أهمية مواكبة الشق التسويقي في القطاع الزراعي لتطور الشق الإنتاجي والاستفادة من قروض البنك الزراعي للاستثمار في مجالي التصنيع الزراعي والنقل.

[email protected]

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي