المسجد المثالي

نبحث كمسلمين عن تحقيق المثالية في كل أمورنا، وإن كان تحقيقها يبقى أمرا ليس بالسهل رغم أن ديننا هو الدين المثالي، الذي ما أن يتعرف عليه المقبل عليه حتى يصبح فرحا سعيدا باعتناقه، وفي زمن البحث عن هذه المثالية نجد أنفسنا تواقة لرؤية المسجد المثالي الذي يملأ حياة المسلم اليومية، المسجد الذي يحتوي على كل ما يريده مرتادو المساجد، ولا أبالغ إذا قلت إن مثل هذا المسجد موجود لكن بمواصفات ربما لا تكون متكاملة، إنما هو محاولة لتكوين مسجد مثالي بجد واجتهاد، وهو يصبح مثاليا في رؤية ناس دون آحرين, لأننا تعودنا أن تظل آراؤنا مختلفة، وهذه هي عظمة هذا الدين الذي نختلف فيه على الجزئيات غير المؤثرة في الدين وتجتمع كلمتنا على الثوابت التي لا نقاش عليها. وبما أن الحديث عن المسجد المثالي فإني أرى ـ من وجهة نظري الشخصية ـ أن يتم وضع ضوابط معينة لهذه المثالية تشتمل على الاهتمام بنظافة المسجد وتطييبه، والاهتمام بكل محتوياته، وضبط أوقات الصلاة فيه، وأن يكون على هيئة جيدة في مظهره، وأن يحتوي على أنشطة مهمة كحلقات التحفيظ والدروس العلمية ووجود مكتبة كبيرة يستفاد منها في تنمية المدارك الثقافية، وأن يكون الإمام أو المسؤول عن المسجد وسطيا في تناوله للأمور، ولا يضخم الأمور, وأن يسهم في خدمة بلده وتحقيق أهدافها إلى غير ذلك من الأمور الأخرى، ولا يمنع أن يكون هناك تنافس بين المساجد واختيار الأفضل مثالية بين بقية المساجد في كل مدينة، وذلك في كل عام، وسنجد الاهتمام بين المساجد يكبر لمصلحتها ومصلحة مرتاديها، وقد وجدنا أثرا لمثل هذه المسابقات بين بعض المساجد في بعض الدول العربية, حيث نظمت بريطانيا مسابقة تنافس عليها ثمانية مساجد بريطانية للفوز بجائزة المسجد المثالي عام 2007، في مسابقة تنظمها قناة "الإسلام" التلفزيونية، تهدف إلى إظهار الأنشطة التي تقدِّمها الأقلية المسلمة من خلال هذه المساجد، وتحسين صورة المسلمين, وشاركت فيها 500 مسجد من جميع أنحاء بريطانيا.
وحضر الحفل أكثر من 25 ألف مسلم، ومنح الفائز 35 ألف جنيه استرليني، لتكون دعماً مادياً للمسجد, ولا يحضرني اسم المسجد الفائز الآن لكن التنافس طيب في خدمة بيوت الله, وتحفيز المساجد مهمة حتى نحصل على عمل مثالي ونتعرف أكثر على المساجد المثالية التي تخدم الدين والمجتمع، ولا بد من التعاون بين أهل الحي والمساجد حتى تكون مثالية، وفي مكانة لائقة ببيوت الله، فالله ـ سبحانه وتعالى- وهو مالك كل شيء- نسب المساجد إليه وشرَّفها وعظمها بإضافتها إليه، فليست هي لأحد سواه، كما أن العبادة التي كلَّف الله عباده إياها لا يجوز أن تُصرف لسواه، لقوله تعالى : (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) سورة الجن - وما كتبته فكرة راودتني طرحتها فلعل هناك من يؤيدها وربما هناك من يخالفني الرأي, ولكن الهدف هو ظهور بيوت الله في أزهى حلة وأجمل منظر وهيئة. نسأل الله أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي