الحمد لله.. ولدنا "مضطرب عقلياً"!

قبل أشهر أثيرت ضجة إعلامية بسبب حادثة اعتداء مبتعث سعودي لم يبلغ العشرين من عمره على زميلته اليابانية في كندا، وذُكر وقتها أن المحكمة قد قررت عدم إطلاق سراح المبتعث خوفا من هروبه وحفاظا على سلامة المجتمع الكندي، وذلك بعد تهجمه على الطالبة اليابانية أيا سايتو (24 عاما) داخل دورة مياه نسائية في سكن جامعي تابع لجمعية خيرية تدعى (واي ام سي ايه), وجاء في تفاصيل الادعاء أن "ولدنا" المبتعث للدراسة في مدينة هاليفاكس الكندية هاجم زميلته من الخلف وكمم فمها بعد أن ارتدى قناعا وأطفأ الإضاءة داخل دورة المياه محاولاً اغتصابها لكنها استطاعت الصراخ ليغيثها الناس قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
وكانت أولى جلسات محاكمة المتهم قد عقدت مطلع مارس الماضي وظهر فيها المبتعث السعودي الشاب شارد الذهن حتى إنه لم يضع عينيه بعيني القاضي أو المحامية التي حضرت للترافع عنه طوال الجلسة، فيما شهدت القاعة غياباً كاملاً لأي تمثيل رسمي للجهات الدبلوماسية المسؤولة عنه، وقد اقتصر حديثه حينها على بضع كلمات هي "أنا غير مذنب" وقد تمت ترجمتها عن طريق مترجم القاضي الذي قرر تأجيل المحاكمة إلى نهاية الشهر الحالي.
وقبل أيام كشف قاضي المحكمة أن التقارير الطبية الخاصة بالمتهم أثبتت إصابته باضطرابات عقلية ونفسية، وبالتالي فهو غير مسؤول جنائياً عن أفعاله، ولا يمكن محاكمة شخص لا يقدّر عاقبة الأعمال التي يقوم بها.
ورغم أن القاضي لم يعلن براءته بشكل مباشر إلا أن الاتجاه المتوقع للحكم سيكون البراءة بسبب عدم سلامته عقلياً ونفسياً, وهذا برأيي من لطف الله به وبوالديه, فالعقوبة التي كانت تنتظره لو أنه بكامل عقله عقوبة مرعبة سيضيع معها مستقبله وماضيه أيضاً، خصوصاً أن القوانين الكندية صارمة جداً في هذا الجانب.
يروي لي صديق مقيم في نفس المدينة التي شهدت حادثة الاعتداء أن الصحافة الكندية ضجت بالحادثة بعد حدوثها مباشرة, وأن جميع الجامعات في مقاطعة "نوفا سكويشيا" علقت إعلانات حائطية تحذيرية في جميع دوارت المياه طالبة من مستخدميها التأكد من عمل الإضاءة، وعدم البقاء فيها لفترة طويلة.. فتخيلوا كيف أصبحت فضيحتنا بجلاجل في تلك المقاطعة.. هذا ونحن نعمل منذ سنوات على تحسين صورة العرب والمسلمين في الغرب بعد أن رسخت في أذهان الغربيين صورة نمطية تربط بيننا وبين الإرهاب!
إنني أتساءل بحق عن إن كان هذا الفتى الذي لم يبلغ العشرين من عمره ضحية لصدمة حضارية تسببت له في المشاكل النفسية والعقلية، وكادت تجني عليه، أم أنه ضحية لمن سمح له بالسفر إلى كندا دون أن يتأكد من سلامة عقله وحالته النفسية.. أجيبوا أنتم ..ففي فمي ماء!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي