نصائح للعمل

هل يمكن وصف الشعوب العربية بالكسل؟ وهل يمكن اعتبار أعظم الذنوب الكسل؟ وأن الله سيرى العمل والمؤمنون، ثم نرد إلى عالم الغيب والشهادة فينبئنا بما كنا (نعمل)؟ وهل أن أكثر شعوب الأرض فاعلية وعملاً هم الأمريكان والألمان واليابان، ولذا رفعهم الله وخفضنا؟
وهل العبادة في القرآن هي العمل ولذا خلقنا الله للعمل؟ وهل هذه الحقيقة مؤلمة يصعب بلعها ويشق نشرها؟ ولكن الحقيقة دوما موجعة!
وهل الشعب الثرثار لايتنبه لوقع أقدام الوقت الهارب؟ وهل العمل يحرر الجسد من المرض والنفس من الترهل؟ وهل قيمة الإنسان من عمله؟
وهل يأت الناس يوم القيامة بأعمالهم وليس أنسابهم؟
وهل الكون مسرح جبار يؤدي البشر أدوارهم من حقير وأمير؟ والمهم أن يقوم كل أمريء بعمله على خير وجه، فإذا انقضت المسرحية، وودع البشر الخشبة، جوزوا بما أدوا، فمن كان عظيما في المسرح، سيئ الإنتاج، لم يجاز عظيما بل بما قدمت يداه.
ومن كان بسيطا مسكينا من زمرة المساكين، ولكنه أدى عمله على خير وجه، ولو كان بزازا وسقاءً ومكوجيا وطراطونا وجقالا وبقالا وعتالا وبوابا وآذنا ونادلا وزبالا، جوزي الأفضل لإتقانه العمل، وهو ما كان رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم يدعو أن يحشر مع زمرة المساكين العاملين لأنهم ملح الأرض.
لقد اختصر الألمان العمل بجملة قصيرة، ثلاث كلمات، ولكنها معبرة جدا:
(العمل يهب الصحة!) وهي بالألمانية Arbeit macht gesund.
ويعجبني أحيانا بعض المسؤولين وهم يشجعون الشباب السعودي على العمل، وهو درس لكل شباب العرب.
إنني أحيانا أتعجب من تراكم الإنتاج المعرفي، وأرى أمامي أكداسا من المقالات، ولكنها كلها نتاج سهر الليالي وكدح النهار، ولكنني حين أعرف أن برتراند راسل عاش حتى الـ 90، وكان يكتب كل يوم ثلاثة آلاف كلمة، أي عشرة صفحات من ورقة A4 فأجد عملي بجانبه في غاية التواضع.
إن الأمم بالعمل، وإن كرامة الإنسان من العمل، وحسب فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ) أن نهاية التاريخ هي للعبيد العاملين، وليس البطرانين الخاملين الكسولين المنتفخين بدانة ومرضا.
إن الناظر في قانون العمل والنشاط في العالم العربي يلاحظ قائمة من عشرة بنود تفسر وضعنا الكسول الخامل، وهذه القواعد العشرة لاعلاقة بها بحرارة جو من برودته، ولا مشرق العرب من مغربه، وشماله من جنوبه، وأسوده من أبيضه؛ بل هي سمات عامة ونصائح قاتلة تقول:
1 ـ اجعل هدفك في الحياة هو الراحة والاسترخاء!  
  2- حب سريرك فهو مملكتك الوحيدة!  
 3- ارتح بالنهار لتتمكن من النوم بسهولة في الليل!  
 4- العمل شيء مقدس، لذلك لا تقترب منه أبداً! 
 5- لا تؤجل عملك للغد طالما يمكنك تأجيله لبعد الغد!      
6 - اعمل أقل ما يمكنك عمله، وحاول أن تجعل غيرك يؤدي عملك بدلاً منك!  
7ـ لا تقلق لن يموت أحد إذا لم تفعل شيئاً، بالعكس قد يتأذى البعض عندما تعمل!  
8 - إذا أحسست بأن لديك رغبة في العمل، استرخ قليلاً حتى تزول تلك الرغبة!  
 9- لا تنس: العمل مفيد للصحة، لذلك اتركه دائماً للمرضى!
هذه كانت قواعد تسعة ونضيف لها القاعدة العاشرة التي تقول إن الكسل أبو الذنوب ودعا الحديث للنجاة منه؛ فقال وأعوذ بك من العجز والكسل.
وثلاث لا علاج لهن؛ فقر يرافقه كسل، وعداوة يخامرها حسد، ومرض يمازجه هرم.
وإذا كانت الحواس تنشط بالمنبهات؛ فإن ما يحفز الإرادة للنهوض هو المثل الأعلى.
واعلم يرحمك الله أن كل يوم يأتينا بنوره هو فرصة جديدة لتجديد الحياة، والويل لمن غفل عن الدرس.
وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفةً لمن أراد أن يذكَّر أو أراد شكورا.   

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي