مساجد مهملة

تعاني بعض المساجد المقامة على الطرق إهمالا كبيرا سواء من بعض بنائها وتركها دون متابعة نظرا لاحتياجها الفعلي للعناية والاهتمام بها، وحتى المواطنون القريبون من موقع هذه المساجد مطالبون بالمشاركة في نظافتها، يشاركهم في ذلك الجهة المشرفة على المساجد الممثلة في فروع وزارة الشؤون الإسلامية في المدن والمحافظات والقرى حتى لا تبقى هذه المساجد في حالة يرثى لها. ويمكن تجنيبها ذلك بإيجاد عمال نظافة تابعين للمساجد للقيام بنظافتها والعناية بها، ولكن للأسف الشديد هذا مفقود وهو أمر مؤلم ويحتاج لاهتمام عاجل من الجهة ذات العلاقة، فكم من مسجد أصبح عرضة للاتساخ ودخول بعض الحشرات فيه، وقد شاهدت ذلك شخصيا في بعض السفرات التي عبرتها برا وشاهدت كيف تدخل بعض الحشرات إلى هذه المساجد مما يثير انتباه المصلين وتضايقهم، والوضع الذي تعيشه جعلني أتساءل نتيجة ما تعاني من إهمال ؟ هل هذه المساجد مضمومة لوزارة الشؤون الإسلامية أم لا، وهذا سؤال يحتاج لإجابة من الجهات ذات العلاقة، لأن هذه المساجد تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لمرتاديها الذين يمرون بها أثناء سفرهم. وكم ساهمت هذه المساجد في إدخال السرور لقلوب المسافرين الذين يمرون بها، ويستفيدون منها، وحتى أكون محقا فإن المساجد التي على الطرقات ليست كلها لا تحظى بالنظافة، بل يوجد بعض المساجد التي نجد فيها اهتمام يفوق الوصف، لكن يظل أغلبها بحاجة كما أشرت إلى متابعة مستمرة حتى يحظى بالاهتمام الذي يعطى لبيوت الله لأهميتها ومكانتها بالعناية بكل صغيرة وكبيرة بها، خصوصا أن الدولة وفقها الله جعلت للمساجد أولوية في البناء وعمارتها بالشكل اللائق بها، وهذا أمر ملموس ومحسوس، فالأمل أن تنال هذه المساجد بعضا من الاهتمام والمتابعة سواء من أصحابها الذين بنوها رغبة في الأجر والثواب من الله أو من الجهة ذات العلاقة ، وهو أمر مهم جدا وفي غاية الأهمية وتفعيله سيقلل من ترك المساجد بتلك الصور السيئة والمأسوية ولا أبالغ في ذلك لأني أتكلم عما شاهدته بنفسي من الإهمال لبعض هذه المساجد وعدم العناية بها. وأملي أن يكون هناك أيضا مبادرة من المواطنين القريبين منها بالانتباه لهذا الجانب المهم، الذي له فضل عظيم عند الله ويدل على ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ـ "عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد "الحديث رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه ـ "إن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ففقدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنها بعد أيام فقيل له: إنها ماتت فقال: فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها" رواه البخاري ومسلم وغيرهما. فقد شرع لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنظيف المساجد في كل وقت ويشرع تنظيفها على الدوام وتطييبها، نسأل الله أن يوفقنا للعمل بما يحب ويرضى.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي