الدول النامية والدروس المستفادة من إفلاس شركات السيارات

لقد تم إعلان إفلاس شركه جنرال موتورز ومن قبلها شركة كرايسـلر والاقتصاد لا يتوقف عند نمو شركة أو إفلاس أخرى ولكن ما الدروس المستفادة من هذه الكوارث التي حدثت. بالطبع ستؤثر في بقية المرتبطين مع هذه الشركات بصورة صغيرة أو كبيرة.
إن من أهم الفوائد والحقائق الظاهرة للعيان أن لا هناك مساومة على مصلحة الوطن، ومصلحة الوطن فوق الجميع وضمان المكتسبات سواء العينية أو الفكرية هي من حق الأمة وليست من حق فئة تتاجر وتستأثر المصالح لنفسها فقط، إن الحكومة الأمريكية عندما وضعت شروطا تنظيمية وإعادة هيكلة لهذه الشركات للدعم المالي وتجنب الإفلاس، ما هو إلا ردع الفئة المسيطرة على مدخرات هذه الشركات وتنظيف الفساد المالي والإداري المتغلغل داخل أروقة هذه الشركات, هذه الشروط من الحكومة الأمريكية تضمن النزاهة وعدم تكرار مثل هذه الخسائر التي تضر بالعمل والعمال، ولكن عندما لم تستجب هذه الإدارات لهذه النداءات واعتمدت على أن الحكومة الأمريكية ستدعمها بغض النظر عن تنفيذ الشروط وأن الحكومة الأمريكية لن تضحي بالسلعة الأمريكية ذات السمعة والانتشار الواسع، فإنها كانت مخطئة واعتمدت على الخيار الذي لا تساوم عليه الحكومة الأمريكية وهي مصلحة الوطن فوق مصلحة الجميع، ليعلن إفلاس أعظم شركة سيارات في العالم وتعاد إلى ملاك جدد ويتم تغيير الإدارة برمتها وهذه من مصلحة الصناعة والوطن في المقام الأول أقول هذا الدرس من الركائز التي لابد أن نتعلمها ونطبقها في أرض الواقع، حيث إن مصلحة فئة بعينها أو تاجر بعينه على حساب الوطن من عوامل الهدم الرئيسة.
العبرة الثانية, وهي أننا نرى كثيرا من المستثمرين وشركات السيارات سواء من أوروبا أو الصين تتسابق على شراء وتملك جزء من هذا العملاق الذي قرر انهياره، حيث قررت شركة جنرال موتورز إغلاق 26 مصنعاً منتجاً لتفادي نزيف الخسائر الذي أعتقد سيتعافى في المستقبل القريب، لذلك فإن الاستفادة من هذه المصانع يعد بالطبع صفقة رابحة وفرصة لمن ألقى بعض التأمل في صناعة السيارات التي لم ولن ينتهي الطلب عليها. من هذه العبرة فإنه ينبغي علينا ونحن في المنطقة الأكثر أماناً من الكارثة المالية أن نصف الصفوف ونعد العدة الآن للدخول في منافسة وجلب هذه الصناعة وتوطينها لإثراء ودعم جانب العمل والعمال من جهة وامتلاك تقنية جديدة تكون أساسا للتقدم الصناعي.
وفي النهاية أعتقد وأجزم أن هذه الفرص لن تتكرر بمثل ما هي عليه الآن، وفي هذا الوقت بالذات فإننا نستطيع أن نعمل ما نشاء من الناحية الصناعية وجلب التقنيات والصناعات الجديدة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي