أدب الرحلات .. إلى أين؟
يعد أدب الرحلات مصدراً لمتعة كثير من القراء بخاصة أولئك الذين لا يساعدهم الوقت ولا الوضع المادي على السفر والتجول حول العالم.
على الرغم من أهميته إلا أنه يحاط اليوم بكثير من الغموض، هؤلاء الرحالة الذين يزورون شتى بقاع العالم ما مدى صحة ما تخطه أقلامهم؟ هل تشكل مرئياتهم وتجاربهم فائدة تذكر لمن يريد السير على خطاهم؟.
في نيسان (أبريل) الماضي صدر الكتاب ''هل يذهب كتاب الرحلات إلى الجحيم؟''do travel – wrtiters go to hell. كتبه الأمريكي توماس كونشتام الذي عمل سابقاً مع السلسلة العالمية lonely planet المتخصصة في طبع ونشر كتب الرحلات والأدلة السياحية.
في هذا المؤلف المثير للجدل يعترف كونشتام بفبركته جزءا كبيرا من الحقائق المرتبطة بسفره إلى عدة مناطق في أمريكا الجنوبية، بل ويعترف بأن إحدى الدول التي وضع دليلاً عنها لم يزرها قط. واقتنص عديد من الصحافيين الاقتباس'' ما لا يمكنني سرقته، يمكنني اختراعه'' كتب توماس هذه العبارة للإشارة إلى اعتماده على رحالة آخرين وسكان محليين للمناطق التي يفترض أن يزورها لإعداد الكتب عنها.
يقول إنه أنهى أحد الأدلة السياحية عن دولة كولومبيا على مكتبة في سان فرانسيسكو بمساعدة صديقة كولومبية من قنصلية بلادها.
في أجزاء أخرى من الكتاب يعترف بأن ميزانية الشركة التي كانت تقدم لمساعدته في السفر لم تكن كافية، واستخدم طرق ملتوية وغير أخلاقية للوصول إلى وجهته منها بيع المخدرات.كرد فعل على ما أعلنه توماس أوقفت الشركة المسؤولة طبع النسخ التي عمل عليها، وتمت مراجعة تلك التي شارك زملاءه في كتابتها.
الكتاب وإن احتوى على كثير من المغالطات أو الأكاذيب يفتح تساؤلا مهما عن مدى مصداقية كتاب الرحلات اليوم، وهل هم في نشاطهم هذا يهدون المتعة للقارئ أو يقومون بالتسويق لمن يملأ جيوبهم أكثر.