اليوم المفتوح في المسجد والحي

تظل رسالة المسجد من أعظم الرسائل العظيمة في حياة المسلمين وينبغي أن نعيها جيدا ونعرف كيف نؤديها، ونسهم في القيام بها على الوجه المطلوب، وانطلاقا من مبدأ هذه الرسالة فإني أشيد بخطوات سابقة قامت بها بعض المساجد لتطبيق اليوم المفتوح في بعض الأحياء بموافقة رسمية من وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وشؤون المساجد، وقد تسنى لي حضور بعض هذه الأيام المفتوحة في مدينة الرياض ووجدتها جميلة بالبرنامج المميز الذي طرح فيها، وجعلها أكثر جمالا، خاصة فيما يتعلق ببعض البرامج التي شارك فيها أهل الحي وأنا أتكلم عن يوم مفتوح قبل عدة سنوات في جامع لا أذكر اسمه الآن في غرب الرياض وكان فيه برنامج ثقافي ومحاضرات ومسابقات ووجد إقبالا كبيرا آنذاك، كذلك نظمت بعض الأيام المفتوحة الأخرى في السنوات القريبة ولكن حقيقة لم أحضرها، ولكن فكرة اليوم المفتوح التي أراها أن تكون مشاركاتها وبرامجها متركزة على أهل الحي وتكون منضبطة، خاصة إن أشراك أهل الحي في هموم المسجد وكيفية خدمته بالشكل المطلوب يعزز الدور الإيجابي لهم ، ويربط أبناءهم بالمسجد بشكل أكبر، وهذا يسهم في تقوية العلاقة بين أهل الحي والمسجد والقائمين عليه، وسيكون لذلك ثمار مستقبلية ذات نفع على الجميع. ولعل من أبرز ما يدفع أهل الحي للارتباط بالمسجد بشكل أكبر من ناحية تضافر الجهود هو الخلق الطيب لإمام المسجد وقدرته على تحبيب الناس في الإقبال على عمل الخير والمساهمة في أداء رسالة المسجد، كما أن من وسائل تقوية العلاقة وينبغي أن تطرح من خلال اليوم المفتوح طرح مسابقات ثقافية تقوي ملكة الذاكرة والبحث عن أهل الحي، فتصبح الفائدة مضاعفة سماع محاضرة مختارة بدقة لبعض الثقات من العلماء والدعاة أو أسئلة عامة يحدد فيها كتب معينة ، حتى يكون لها أثر في تنشيط عقلية المتسابق ذهنيا وتعوده البحث فتتحقق الأهداف، ويصبح هناك ارتباط طيب بالمسجد وتقوى العلاقة بين أبناء الحي والمسجد. ولعل في قيام مثل هذه الأيام المفتوحة فرصة لتقويم سلوك الأبناء وتوظيفها بالشكل الذي يخدم الدين والوطن، ولعل مما يسهم في نجاح هذه الأيام المفتوحة أيضا البساطة في التعامل مع أهل الحي والبعد عن التعامل الذي يميل للجفوة والعنف والشدة حتى يكون التقبل أكبر، كما ينبغي أن يكون للجوانب الترفيهية شيء من الطرح الإيجابي الذي يقوي الرابطة بين الجميع، وليس شرطا أن تقام فقرات ترفيهية داخل المسجد لكن من خلال ما يطرح من برامج أو محاضرات هدفها تحبيب الناس في الدين، وإغلاق الحاجز النفسي بين بعض الشباب والمشاركة في أنشطة المسجد إذا كان هناك أنشطة تقام تحت إشراف الجهات الرسمية التابعة للوزارة ومنها جمعية تحفيظ القرآن الكريم. إنني أمل أن نشاهد أياما مفتوحة سواء بالمساجد أو حتى بالأحياء تحت إشراف جمعيات الأحياء بشكل يسهم في توعية أبناء الحي ويقوي العلاقة ويجعلها أكثر إشراقا وإبداعا وارتباطا بالواجبات الدينية ومساهمة في رقي الوطن، وهذا هو الأمل المنشود الذي نأمل تحقيقه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي