قصة لم تحك!

في لقاء مع جريدة التايمز اللندنية صرّح أوليفر ستون بأن إخراجه لفيلم Comandante عن فيدل كاسترو كان فيلمه الوثائقي الأول، وبمثابة استراحة من إخراج الأفلام السينمائية.
هذه التجربة التي قادها فضول ستون أتاحت للآلاف من الأمريكيين – على الرغم من أن الشركة المنتجة لم تعرضه حينها – لمشاهدة الرمز الكوبي عن كثب.
الأسئلة التي طرحها ستون في هذه المقابلة كانت مقتبسة على الأغلب من أفكار الأمريكيين، ما الذي يودون سماعه من كاسترو؟ وما رؤيته للعالم والتاريخ خارج الكليشه المعروف عنه حاملاً السيجار وفي الأدغال!
اشترط كاسترو على المخرج الأمريكي إيقاف التصوير في أي لحظة يشعر بأنّه بحاجة إلى ذلك، لكنّ التصوير الذي امتد 30 ساعة لم يتوقف ولم يتم اقتطاع أي جزئيات مهمّة عدا تلك التي شكلت تنقلات أو مشاهد ثانوية.
يبدأ الحوار بينهما بأسئلة خفيفة لخلق جوّ من الراحة، فيقول كاسترو معلقاً على عدم حلاقته للحيته المميزة بأنّه يوفر شهوراً من الوقت بمجرد تركها دون حلاقة.
أيضاً تساءل ستون عما حققته الثورة التي قادها كاسترو لكوبا، وهل يعد نفسه دكتاتوراً أم لا ؟
هذا التساؤل ألقى بالضوء على بعض الإنجازات التي توصّل إليها، ومنها تحسين أوضاع التعليم.
في كوبا وبعد سقوط باتيستا كانت نسبة الأمية مرتفعة جداً، إذ وصلت إلى 30 في المائة في البالغين، و50 في المائة من المتعلمين لم يصلوا للصّف الخامس الابتدائي! بينما يصل عدد المتخرجين من الجامعات فقط إلى نحو ??? ألف.
في معرض الحديث عن التعليم يصحب كاسترو ستون لزيارة كلية العلوم الطبية ويلتقي فيها الطلبة من مختلف دول أمريكا اللاتينية، وكان من بينهم طالبتان من الولايات المتحدة الأمريكية وأعتقد أن أوليفر ستون تعمّد التركيز على هذا المشهد ليثبت أنّ فوبيا كوبا التي يعانيها بعض الأمريكيين لا تنطبق على البقية.
كمواطن أمريكي قام ستون بما لم يقم به الآخرون منذ ?? عاماً، على الرّغم من المشكلات التي تعرّض لها بعد تصويره للفيلم إلا أنه أسهم في توضيح صورة في أذهان مواطنيه وربّما نجح في ذلك.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي