الأنف الإلكتروني (2-2)

أما الكلاب والتي لقيت أكبر اهتمام من الإنسان نتيجة قربها منه الإنسان وخصوصا في الغرب فقدرتها العالية على الشم وحاستها السادسة مكنتها من اقتفاء الأثر والتعرف على الجناة إلى اكتشاف مخابئ المخدرات وأخيرا الكشف عن الأمراض قبل أن تتمكن الأجهزة الحديثة من اكتشافها, سجلت مجلة "ذي لانسيت" الطبية حالة مرضية لامرأة لجأت إلى العناية الطبية بعدما استمر كلبها في شم منطقة في فخذها بصورة مستمرة, وتبين أن هذه المنطقة تحتوي على ورم سرطان ومنذ ذلك الحين, تم استخدام الكلاب للكشف عن الحالات المرضية بدقة, كما تم تدريبها على التحذير والإنذار باقتراب نوبات الصرع التشنجية عند المصابين. وفي كوريا بدأ العمل على استنساخ أنثى كلب تم تدريبها على الكشف عن أثر الخلايا السرطانية والتي تتمتع بأعلى قدرة للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، حيث إن الاعتقاد السائد بأن الخلايا السرطانية تصدر رائحة لا تصدرها الخلايا السليمة من خلال شم النفس أو البول, ويأمل العلماء في التعرف على المواد الكيميائية التي تميزها الكلاب لابتكار وسيلة طبية قادرة على تمييز هذه الرائحة. يقول أبقراط أبو الطب أن لكل مرض رائحة تميزه، لذلك كان الأطباء في العصور الوسطى يشخصون الأمراض بشم أنفاس ورائحة المرضى عندما يدخلون للكشف عليهم . لهذا يحاول العلماء تصنيع أنف إلكتروني لتحديد الأمراض من خلال شم الزفير أو المريض نفسه. وسيتم هذا من خلال مجسات كهر وكيميائية حساسة للروائح . وهذه الأنوف الشمامة سيمكنها الكشف عن المخدرات وبقايا المتفجرات والرقابة على جودة المأكولات والمشروبات وتوليف نكهات العطور والشاي. ويحاول العلماء تقليد البقعة الشمية الأنفية بوضع قرص مستنشق في ميكروفون سماعة التليفون حيث يتصل المريض عبره بكومبيوتر خاص تصله رائحة زفير المتحدث، فيتعرف عليها ويحدد مرضه فورا عن طريق وضع كروت ذكية. وسيكون في عيادات الأطباء أجهزة شمامة تشم أنفاس المرضى وتحدد هوية أمراضهم بدقة وفي ثوان. وهذه الشمامات سو ف تستخدم قريبا في تحليل البول والدم والسكر والتعرف علي الأمراض المعدية من خلال روائح البكتريا الممرضة. وسوف يوجد ماسح عطريAroma scan يتعرف علي أي خلل أو حدوث متغيرات بالجسم في ثوان. والمعروف أن بعض الأمراض مثل مريض السكري تنبعث منه رائحة الأنسولين ومريض الكلى رائحة البولينا ومريض الكبد يفرز روائح مميزة. وفي مجال الأمن سوف توضع هذه الأنوف الشمامة علي الأبواب لتسجل رائحة الأشخاص والتعرف عليهم ولا تفتح إلا للأشخاص الذين رائحتهم مبرمجة فيها ومقبولة ولهم الإذن في دخول الأماكن الحساسة. وستصبح البصمة الشمية لروائح الأشخاص أحد الأدلة الجنائية المعمول بها في البحث الجنائي وأمام المحاكم أسوة بما هو متبع مع بصمات الأصابع والعين والأذن وDNA بالدم. وبعض المطارات تستخدم حاليا الأنوف الإلكترونية والتي يمكنها تمييز أنواع المسكرات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي