الاعتكاف في المساجد بين الرجال والنساء
بدأ المعتكفون اعتبارا من غروب ليلة الـ 21 من هذا الشهر الكريم والذي كان يوم أمس الخميس دخول معتكفهم اقتداء بسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي ثبت أنه عليه أفضل الصلاة والسلام كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان (متفق عليه).
معلوم أن العشر الأخيرة من رمضان تبدأ من ليلة الـ 21 من رمضان، والاعتكاف هو لزوم المسجد بنية العبادة لله ولعل أعظم ما يجب أن يقصده المعتكف في هذه الليالي التماس ليلة القدر، حيث إن المسلم يتحرى في الليالي الفردية ليلة القدر، وهو أمل كبير لكل مسلم، وفيما يخص المرأة فإن الإسلام أجاز لها الذهاب إلى المساجد، ولكنه لم يوجبه عليهن، كما دلت على ذلك السنة النبوية، حيث يقول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله، وبيوتهن خير لهن"، وهذا يعني أن ذهاب المرأة إلى المسجد مباح شرعا، وأنها تنال بالصلاة في المسجد ثواب الجماعة وعلى هذا الأصل وهو ذهاب المرأة إلى المسجد كان الاعتكاف للنساء مباحا، ومن هذا المنطلق يجب على المعتكف أن يستغل كل الأوقات في الطاعة والعبادة وبما يعود عليهم بالنفع، وليبتعد المعتكف عن إضاعة الأوقات في الحديث والسهر مع الأصدقاء المعتكفين وأخص هنا بعض الشباب الذي يضيع الأوقات المباركة وهو معتكف بالسواليف، والقيل والقال إلا من رحم الله، وللأسف أنك تجد حتى بعض الدعاة الذين يعتكفون يضعون بعض مواعيدهم وهم في المعتكف، وهذا أمر مستغرب خاصة إذا كان الذي يقع فيه هم بعض الدعاة الذين ربما بحسن نية ولعدم وجود أوقات لهم في الأيام العادية فيكون في المعتكف متفرغا دون ارتباطات. ومن هنا نجد أن بعضهم يستقبل الزوار أو من لديه ارتباطات لا يمكن تأجيلها، وهذا لكي نلتمس لبعضهم العذر في ذلك، ويمكن بعض الناس يستفيد من ذاك الداعية أو غيره في جلسات علمية والله أعلم، المهم أنه لا بد من استغلال هذه الأيام خاصة من قبل بعض الشباب. أما النساء أو الفتيات إذا أخذنا في الاعتبار أنه ربما يكون هناك بعض المعتكفات القليلات وربما يكون من النادر جدا أن يحدث ذلك في هذا الوقت نظرا للارتباطات الأسرية والمهام التي تقوم بها النساء وفقهن الله في البيوت ومتابعة الأبناء والقيام ببعض المهام الأسرية من بعض الفتيات وإن كان وجد فربما يكون في الحرمين الشريفين. ولكن مع ذلك نقول إنه في حال وجودهن فإن استغلال الأوقات أمر مهم لعل الله يختم لهن بخير، ونحن في هذه الأيام من هذا الشهر الكريم نجد أن العد التنازلي يمر سريعا وأصبحنا على مقربة من نهاية هذا الشهر العظيم، وقد ربح في الأيام الماضية من ربح وخسر فيها من خسر نسأل الله أن يجعلنا ممن حالفه التوفيق في أيامه ولياليه، وأن يوفقنا لما تبقى من أيام وليال، وأن يجعلنا من عتقاء النار وممن تكون صحيفته بيضاء من الذنوب ومليئة بالحسنات بعد انتهاء شهر رمضان ونسأل الله الإخلاص والقبول إنه ولي ذلك والقادر عليه.