مدن وجامعات الملك عبد الله (1من2)

في الحفل الذي أقامته وزارة التعليم العالي في منتصف عام 1429هـ، في المنطقة الشرقية لإطلاع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مشاريعها الجامعية من خلال عرض مجسمات ومخططات المدن الجامعية المتوقع إنشاؤها في السنوات المقبلة.. قلت حينها إن هناك حلماً في التعليم العالي لكنه الحلم المستحيل، وإن معالي الدكتور خالد العنقري دخل نفقاً مظلماً قد لا تنفع معه مهارة وإدارة د. علي العطية بصفته المدير المالي والإداري للوزارة، الذي أسهم في إخراج الوزارة من زمن سنوات الركود أن يخرج الوزير العنقري أو يشعل له شمعة أو قبسا خافتا داخل النفق لأننا نتحدث عن مشاريع عملاقة ستكون على أرض الواقع بعد سنوات قليلة جداً ولا أخفيكم أنني قلت بصوت (صامت) حين رأيت ذلك العرض بأن تلك المشاريع قد تكون من المشاريع الكرتونية ومجسمات القصدير وإضاءات (النيون) والمشاريع الورقية، التي ستطول مراسلاتها ما بين وزارة المالية ووزارة التعليم العالي وترحل عبر سلسلة من السنوات والميزانيات.
لكن الحوار الصحفي الذي نشرته جريدة الجزيرة الأحد الماضي مع الدكتور علي العطية، كشف فيه عن خطة الوزارة في التوسع بإقامة المدن الجامعية على أرض الواقع، جعلني أو أجبرني على إعادة قراءة حفل المنطقة الشرقية الذي عرضت فيه المجسمات والخرائط والمخططات والنيات والأحلام.
الملك عبد الله لديه هواجس وأحلام وتطلعات كبيرة تجاه بناء هذا الوطن وفي جهاز الحرس الوطني ركز في البدء على التدريب العسكري وتطوير جهاز الحرس الوطني ومحو أمية منسوبيه بهدف الاستقرار والتوطين للإنسان والوظائف لمجتمع مازال للتو خارجاً من بيئات البادية والريف والقرى الجبلية. والحلم الثاني الذي كان أحد (هواجس) الملك عبد الله واليوم أصبح حقيقة هو بناء المدن الجامعية التي جعلها وزير التعليم العالي د. خالد العنقري من أهم أولويات الوزارة.
الملك عبد الله عمل على التوطين من خلال المدن الجامعية التي قال عنها د. علي العطية إنها مشاريع عملاقة وبناء مدن داخل المدن.. وهذه مرحلة جديدة في حياتنا التخطيطية والهندسية والإدارية فبناء مدن جامعية بمواصفات ومقاييس عالمية يجعلنا ندخل تحديات مع الزمن والجودة فالمجسمات الكرتونية والمباني الإسفنجية التي كانت داخل صالات العرض أصبحت حقيقة على الأرض في: جازان والباحة وتبوك وحائل والجوف ونجران والحدود الشمالية والخرج والمجمعة وشقراء والدمام. بعضها ما زال في طور البناء والآخر شارف على الانتهاء.
الأمر لا يتعلق بالنيات والرغبات والقفز من رقم (8) الشهير لجامعاتنا والمدن الجامعية اليتيمة في الرياض ليصبح الرقم (25) وقابلا للزيادة ومدنا جامعية تغطي مناطقنا (13)، وتتجاوز إلى المحافظات الكبيرة والمدن الاستراتيجية لكنه مرتبط بالإرادات والحلم الوطني الكبير. هذا الطموح لقيادتنا والاهتمام الشخصي من خادم الحرمين الشريفين في التوسع في الجامعات ومدنها يجعلنا أمام مرحلة جديدة من التعليم العالي الذي كان إلى وقت قريب المقعد والرقم الجامعي رقماً صعباً ومن النوادر حتى إننا مازلنا نتذكر في أيام القبول في الجامعات كيف تنقلب مدننا إلى عراك على أبواب الجامعات والطلاب مصطحبين أولياء أمورهم يتواجدون قبل ساعات الصباح الأولى لكي يدخلوا فقط في الطوابير الطويلة والشاقة للتقديم ومعها الشفاعات والواسطات للحصول على رقم وحتى بعد القبول هناك معركة التخصص ومعركة ثالثة وهي معركة التسجيل والشعب الدراسية المغلقة.
الملك عبد الله خلال الـ (5) سنوات الماضية أعاد هيكلة الجامعات وبنيتها الأكاديمية والإدارية ليضخ في ميزانيتها الأموال ويضخ في منسوبيها الدماء الوطنية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي