5060 الرقم الإنقاذي

هناك شخصيات لديها القدرة على الاندماج والتفاعل الحقيقي مع القضية التي تتبناها وتدافع بحرارة من أجلها لتصبح جزءاً من تفاصيل حياته وينصهر داخلها، فالأمير عبد العزيز بن سلمان المشرف على جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي أحد تلك الشخصيات المنسجمة مع العمل الخيري لفئة الغسيل الكلوي، وفي لقائه مع كتاب جريدة ''الاقتصادية'' كان يتحدث عن الجمعية من مواجع وأحزان مرضى الفشل الكلوي فتشعر وهو يتحدث أن وخز إبر الغسيل تسلل إلى عضدك وتوخزك بالحرارة التي تلسع مريض الفشل الكلوي نفسها.. يتحدث إلينا الأمير عبد العزيز بن سلمان وكأننا نحن المرضى وإننا ممددون على الأسرة وأيدينا على جهاز الغسيل وإننا نموت في ساعات الغسيل آلاف المرات في رحلة عذاب.. يتحدث إلينا بنبرات صادقة ومن منطلقات إيمانية عميقة لا يقولها صراحة ولكن تلميحاً بأنه لا حصانة لأحد من الإصابة بأمراض الكلى - لا سمح الله - وأن هذا الابتلاء من الله قد يكون نصيب أي صحافي ممن هم في القاعة، فالجميع معرض في أي لحظة للإصابة بأمراض الكلى، وقد يكون في أحد الأيام حبيس أسرة الغسيل.
الأمير عبد العزيز بن سلمان يحمل عتباً على المقصرين عن تقديم واجبهم تجاه إخوانهم مرضى الفشل الكلوي ويحمل عتباً لا يقوى على إعلانه لأنه يجد العذر لكل متردد عن المشاركة في دعم جمعية الكلى الخيرية ممن يجدون في أنفسهم القدرة المالية عبر وسائل متعددة في التبرع. لذا تم توسيع دائرة التبرع التي كانت موجهة لرجال الأعمال والتجار والشخصيات الاعتبارية والميسورين لتتحول الحملة إلى دعوة شعبية عبر الاشتراك الشهري من خلال إرسال رسالة تحمل رقم (1) إلى الرقم (5060) قيمة الاشتراك (12) ريالاً أو الاشتراك المستمر بمبلغ عشرة ريالات في كل مرة يتم فيها إرسال رسالة فارغة إلى الرقم (5060). بهدف توسيع الشريحة المستهدفة لتغطي جميع أبناء المجتمع.
المحاولات المتكررة من أي جهة تطوعية وخيرية باستجداء رجال الأعمال والتجار في التبرعات للأعمال الخيرية مؤشر على تراجع الثقافة التعاونية وتضاؤل مبدأ التكافل الاجتماعي. هذا التراجع له أسبابه وظروفه، لكن مع الفشل الكلوي يعني فقدان الإنسان حياته لأي تأخير في الغسيل يتجاوز أياماً قليلة.. قد يتأخر السكن والمأكل والمصروف لكن تأخير الغسيل عن موعده هو نهاية لحياة هذا الإنسان.. فالهم الذي يحمله الأمير عبد العزيز بن سلمان وفريق الجمعية هو هم إنساني يحسب بالساعات لإنقاذ حياة إنسان. ومن يشعر بأنه محصن ضد أمراض الكلى قد يكون أحد الضحايا فلماذا لا نبادر؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي