مدينة الملك عبد الله العلمية (1 من 2)
الأربعاء الماضي 23 أيلول (سبتمبر) يعد يوماً تاريخياً في حياتنا، لأنه تتويج للتعليم الذي بدأ بمدارس حكومية ومن ثم الكليات والجامعات وأخيراً المدن الجامعية الشاملة يوم تاريخي، لأن خريطة التعليم ستتغير بعد أن افتتح الملك عبد الله، جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بمحافظة جدة. وقد شهدنا قبل ذلك التاريخ يوماً تاريخياً بافتتاح جامعة الملك سعود في السبعينيات الهجرية وتلاها افتتاح جامعة الملك فهد للبترول في التسعينيات الهجرية كأول جامعة نوعية وتتواصل الإنجازات والمشاريع التعليمية العملاقة بافتتاح جامعة الملك عبد الله لتكون بوابتنا العالمية على العالم، وتقام جامعة الملك عبد الله على أرض مساحتها 36 مليون متر مربع على ضفاف البحر الأحمر وتبعد عن جدة نحو 80 كيلو مترا، وبهذا الموقع هي قريبة من شواطئ البحر الأبيض المتوسط والعواصم الأوروبية وباتجاه المحيط الأطلسي، أي أنها قريبة من مركز البحث العلمي في العواصم الغربية .. وتتكون الجامعة من 25 مبنى جامعيا كبيرا، منها أربعة مراكز للأبحاث العلمية مساحتها 500 ألف متر مربع تتخللها ممرات بحرية ومركز الجامعة يضم الخدمات التعليمية، خمس مدارس للتعليم العام ومدرسة عالمية ومستشفى ومرفأ بحري ومنطقة للقوارب الشاطئية ومسجدان، وملاعب رياضية ومراكز ترفيهية، وعدد من القطاعات الحكومية تمثل معظم وزارات ومؤسسات الدولة، بلغت تكلفة الإنشاء عشرة مليارات ريال هذه المواصفات والتكلفة المالية هي مواصفات مدينة جديدة بدلاً من أن يختصر هذا الجهد المالي والإداري والعلمي بجامعة ملحقة بمركز ثول والمركز ملحق بمحافظة جدة والمحافظة تلحق بمنطقة مكة المكرمة، ونحن نريد أن تكون جامعة الملك عبد الله أنموذجا في البحث العلمي والطراز المعماري والهندسة المدنية لتكون وجهة علمية يفد إليها الباحثون من كل بقاع العالم.
الآن أمامنا الوقت الكافي لإعلان جامعة الملك عبد الله مدينة جديدة (محافظة) تربط مباشرة بأمير مكة المكرمة وإمارة المنطقة تكون لها بلدية خاصة ونطاق إداري محدد، وربما مستقبلاً مطار ومحطة قطار، وتستكمل بها مرافق الدولة كأي محافظة من محافظات المملكة لتمثل المرحلة الاستيطانية الرابعة (التوطين) التي بدأت في عهد مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز - يرحمه الله - ثم الاستيطان الذي تبعه في عهد الملك فيصل - يرحمه الله - ثم الانتشار الاستيطاني في عهد الملك خالد - يرحمه الله - ليكون عهد الملك عبد الله بداية لإنشاء مدن جديدة بمواصفات هذا العنصر تتناسب وطموح التحديث والتغيير وتتماشى مع المتغير الاقتصادي والحضاري الذي نعيشه اليوم.