مدينة الملك عبد الله العلمية (2 من 2)
كنت قد أشرت في المقال السابق إلى أهمية تحويل جامعة الملك عبد الله إلى مدينة (محافظة) الملك عبد الله العلمية لأن مقومات ومرتكزات المدينة متوافرة، حيث تقع الجامعة على مساحة (36) كيلو مترا مربعا وتحتوي على (25) مبنى جامعيا كبيرا ومدارس للتعليم العام ومستشفى ومرفأ بحرياً وملاعب رياضية ومباني لمعظم الوزارات ومؤسسات الدولة وبلغت تكلفة الإنشاء عشرة مليارات ريال. ومن بعد التوطين الأول في عهد الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ ومشروع الملك فيصل الزراعي في تأسيس الهجر والقرى الزراعية انتهجنا أسلوب التوسع في الاستيطان القائم دون إنشاء مدن جديدة، وكانت أمامنا ثلاث فرص تاريخية لإنشاء مدن جديدة بأسماء جديدة ومواصفات حديثة وطرز معمارية محلية وعالمية وهي «أرامكو» والمدينتان الصناعيتان في الجبيل وينبع. وأدرك جيداً أن هذه المدن حديثة الطراز والهندسة المعمارية بمواصفات المدن الحديثة لكنها أخذت بتبعية الأسماء القديمة، فالهيئة الملكية في ينبع كان في الإمكان إنشاؤها تحت أسم جديد وتبقى ينبع كما هي المدينة التاريخية ومثل ذلك الظهران كان بالإمكان إنشاء مدينة أرامكو بهذا الاسم أو غيره وتبقى الظهران كما هي.
والجبيل لو أبقيت كما هي وتم إنشاء مدينة صناعية باسم جديد .. وأيضاً يمكن إضافة نماذج أقل حجماً استيطانياً إذا أخذنا في الحسبان المقياس والمعيار العالمي لعدد سكان المدينة ما زاد على خمسة آلاف نسمة وتوافرت فيه مرافق البلدية والصحة والتعليم أطلق عليه اسم مدينة. وهذا النموذج هو جامعة الملك فهد للبترول التي كان المجال مفتوحاً لإنشائها في موقع قابل للتطوير والتوسع والاستيطان وأطلق عليها مدينة الملك فهد بدلاً من تزاحم المدن والضواحي في شريط متلاصق.
والآن أمام جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في (ثول) فرصة لتحويلها إلى محافظة (مدينة) لتكون تجمعا علميا للمراكز والأبحاث في المملكة. وتسرع داخلها مشروعات: المطار والميناء البحري، والقطارات لتكون أول مدينة علمية في المنطقة، ويكون مجتمعها مجتمعاً علمياً وبحثياً نواة لإنشاء مدن جديدة نوعية في الاقتصاد والمال والصناعة.